رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أخيرًا.. الثقافة في صدارة أولويات الدولة!


ثقافتنا الأصيلة تنتظر منا ابتعاثًا جديدًا في عقول أجيالنا الجديدة حتى تبقى على صلة بتاريخنا وإرثنا الحضاري، ليبقى الاتصال بين الماضي والحاضر والمستقبل بلا تجاوز أو ادعاء ولا سبيل إلى ذلك إلا باستعادة لغتنا العربية من براثن الإهمال وجعلها لغة الخطاب والتعليم والبحث، وتقديمها على ما سواها والاعتزاز بها بحسبانها وعاء الثقافة ولغة الأمة وهويتها التي بإمكانها استنقاذ أجيالنا التائهة من براثن الغزو الحضاري المخطط ومنتجات الغرب التكنولوجية التي ارتمى شبابنا في أحضانها وأتقنوا لغاتها كما لم يتقنوا لغتهم الأم التي باتوا يرونها مهملة في زوايا النسيان.


تراجع الأخلاق بات ملمحًا بارزًا في أحوال المصريين اليوم وهو ما يتطلب تضافر الجهود لإصلاح ما طرأ علينا من متغيرات ظهر بعضها بعد أحداث يناير وما صحبها من انفلات طال كل شيء في حياتنا.. ولنا في تجربة الصين التي عمتها الفوضى في أعقاب ثورتها الكبرى خير نموذج فما كان من الزعيم ماوتس تونج إلا أن قاد مجتمعه نحو ثورة أخرى عرفت تاريخيًا باسم الثورة الثقافية ليحصِّن بها الثورة السياسية من السقوط في مهاوى التردي..

فكل تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي لابد أن يجد أساسه في تغيير جذري للبنية الثقافية والأخلاقية..وقد حشد القائد الصيني أعضاء حزبه الشيوعي جنودًا في معركة التغيير الثقافي ومحاربة العادات والسلوكيات المرذولة حتى نجح في استعادة الفضيلة.. وها هي الصين تجني اليوم حصاد ما زرعه تونج من أخلاق ضبطت إيقاع مجتمعه وأعادت له روح الفريق وخلصته من نوازع الفردية والأنانية ورفعت مصالح الوطن والمواطنين فوق المصالح الشخصية.

خطاب الرئيس السيسي بمناسبة حلف اليمين كان بمثابة برنامج عمل وضع المسألة الثقافية والأخلاقية في صدارة أولوياته؛ الأمر الذي يجعلنا نستبشر خيرًا، فبالأخلاق تُبنى الأمم وتسود الحضارات.. ويبقى أن تتبارى مؤسسات المجتمع المدني لاستنهاض المجتمع ودفعه نحو إصلاح السلوكيات والعادات والمفاهيم المغلوطة.. وعلى الإعلام أن ينهض بدوره في صناعة رأي عام مستنير بأولويات الوطن وقضاياه الكبرى وصياغة الوجدان على أساس سليم..

وكفانا ما وقع من خطايا في أعقاب 25 يناير كرست للانقسام والفتنة.. وعلى الجامعات ومراكز البحث والفكر أن تجيب عن السؤال الأهم: كيف نستعيد الأخلاق الفضلى للمصريين؟

وكما أنقذ الرئيس السيسي وطنا بأكمله من براثن الفتنة والاحتراب الأهلي أيام الإخوان فإن الناس تنتظر من الحكومة الجديدة أن ترفع عن كاهلهم مرارة السنين وأن تحدث تحسنًا ملموسًا في حياتهم بحلول غير تقليدية لمشكلات مزمنة.. ولتكن البداية بالحرب على الفساد والروتين والعقم الإداري والبيروقراطية العفنة التي تعطل مصالح البلاد والعباد.

Advertisements
الجريدة الرسمية