رئيس التحرير
عصام كامل

واجبنا إنقاذ صحافتنا


الصحافة بالنسبة لأجيال عديدة هي مهنة أَحبوها وعَشقوها وأخلصوا لها ومَنحوها جل وقتهم وجهدهم.. ولم تكن أبدا وسيلة لكسب المال الوفير والغرير كما آلت إليه بالنسبة للبعض الذين اخترقوا أو تسللوا إلى بلاطها.. كان وصف جورنالجي يدعو إلى التباهي والتفاخر، وكان يعني أيضا التفوق والمهارة والمهنية والاحترام..


غير أن ذلك على مدى سنوات عديدة تراجع وتلاشى، وحل محله أشياء أخرى مؤسفة ومخجلة لكل الصحفيين الذين احترموا مهنتهم وأخلصوا لها، واعتبروا أنفسهم في خدمة القراء، وليس عدد من المسئولين أو أصحاب المال.. وصارت المهنية عزيزة وشحيحة، وأضحى من يتمسك بمعاييرها في نظر البعض أهبل وعبيط ولا يعرف كما شاع القول (يقلب عيشه)!

وفي ظل تراجع المهنية تراكمت المشكلات والأزمات لصحافتنا، قومية وخاصة وحزبية، وكان أخطرها تراجع مصداقيتها، وبالتالي تراجع احترام الرأي العام لمن يمتهنون هذه المهنة الجليلة، مهنة البحث عن الحقيقة والكشف عنها بلا زيف أو خداع أو تضليل. 
وفي ظل هذا الحال المؤلم بات ممكنا لبعض العناصر الإخوانية أن تستغل التراجع المهني لكي ترتكب جرائمها وتستخدم صحافتنا في أعمالها الحقيرة ضدنا.

ولذلك لا يتعين علينا الآن معالجة خطأ مهني هنا أو هناك بشكل منفرد، إنما علينا أن نقوم بما يجب علينا القيام به وتأخرنا كثيرا فيه وهو إصلاح شامل وكامل لأحوال صحافتنا.. ليس الحل مجرد تغيير بعض القيادات الصحفية وكفى الله المؤمنين شر القتال، إنما نحن نحتاج لعلاج شامل لكل أمراض صحافتنا وأهمها تراجع المهنية.. باختصار نحن نحتاج لجراحة كبيرة لنخلص صحافتنا من هذه الأمراض، أو بالأصح لإنقاذها من مصير سيئ ينتظرها إذا لم نفعل ذلك.
الجريدة الرسمية