رئيس التحرير
عصام كامل

البحث العلمى في مصر


على الرغم من أن الجامعات والمعاهد العليا تمثل حجر الزاوية بالنسبة لعملية النهوض والتقدم في أي دولة، وأن البحث العلمي هو الاداة أو الوسيلة التي تستطيع الدولة أن تحقق من خلالها أهدافها في كافة المجالات، فإن ما يجرى على أرض الواقع يحتاج إلى تقويم..


لذا، فالسؤال الذي يفرض نفسه هو: هل البحث العلمي في مصر حاليا يمكن الاعتماد عليه وأنه قادر بالفعل على تلبية حاجات الدولة؟

إن ارتباط البحث العلمي بمجالات الحياة المختلفة، كالصناعة، والطاقة، والزراعة، والطب، والدواء، والإسكان، والتعمير، والنقل والمواصلات، والثروات المعدنية والنفطية، علاوة على ما يتصل بالعلوم العسكرية (بفروعها المختلفة)، والفضاء، فضلا عن السياسة (المحلية والإقليمية والدولية)، والإعلام، والثقافة، والاجتماع، والتنمية؛ أقول كل ذلك لا يستطيع أحد أن ينكره، وأنه يؤدي بالضرورة إلى التقدم والارتقاء في هذه المجالات بما يعود بالنفع على الإنسان وعلى المجتمع ككل..

سؤال آخر مهم هو: هل ثمة تنسيق بين الأساتذة والباحثين في الجامعات والمعاهد في مصر في أي مجال من هذه المجالات، أم أن البحوث العلمية تجرى في وادٍ، والحياة العملية والتطبيقية في وادٍ آخر؟

نعم يحدث بين حين وآخر مؤتمرات علمية في قضية من القضايا، ويشارك فيها أعداد لا بأس بها من الأساتذة والباحثين من ذوي المكانة والقيمة العلمية البارزة..

لكن، هل ينعكس ذلك إيجابًا على المجتمع بشكل عام؟ ثم، هل هناك خطة مبرمجة للبحث العلمي في مصر على مدى خمس أو عشر سنوات، وأن وزارة التعليم العالي تمتلك هذه الخطة، ولديها من الوسائل والآليات ما يعينها على تحقيقها؟ وهل الحكومة تقوم بدورها في المتابعة الحقيقية لما يجرى على أرض الواقع؟..

إن هناك بعثات للخارج (لأمريكا وأوروبا) لأعداد كبيرة من شباب الباحثين للحصول على درجة الدكتوراه، أو حتى لأساتذة (صغار أو كبار) للتواصل مع ما هو جديد وحديث في العلوم المختلفة في الدول المتقدمة.. فهل يجرى ذلك تبعا لخطة موضوعة فعلا، أم أن الأمر يتم بشكل ارتجالي، أو وفق أغراض شخصية، وبالتالي تكون النتيجة تقدمًا في مجال وتخلفًا في مجالات أخرى، الأمر الذي ينعكس سلبًا على التقدم بشكل عام؟!

مطلوب من وسائل الإعلام المختلفة القيام بالتركيز على قضية البحث العلمي في مصر، وما يحتاج إليه من دعم مالي، حتى يستطيع أن يقوم بدوره على أفضل شكل ممكن.. والله المستعان.
الجريدة الرسمية