رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

السفير الأسبق معصوم مرزوق: الفساد أخطر على مصر من الإرهاب.. دمج الأحزاب مخالف للدستور.. الممارسة السياسية تحتاج إلى مناخ سليم. السلطة لا تعطي الهواء الكامل للقوى لكي تتنفس.. و«الصوت الآخر» أ

السفير الأسبق معصوم
السفير الأسبق معصوم مرزوق

معصوم مرزوق دبلوماسي وسياسي وكاتب مصري.. عمل سفيرًا لمصر في أوغندا وفنلندا وإستونيا.. التحق قبل حياته السياسية ضابطًا بسلاح الصاعقة في الجيش المصري، وشارك في حربي الاستنزاف وأكتوبر، وحصل على وسام الشجاعة من الطبقة الأولى.. شغل منصب مساعد وزير الخارجية، وعمل دبلوماسيا في الإكوادور ونيويورك والأردن، وكان قياديًّا بحزب تيار الكرامة.


بعد ثورة يناير عمل متحدثًا رسميًّا باسم حملة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وخاض العديد من المعارك السياسية.
وصف السفير معصوم مرزوق مطالبات تعديل مدة الرئاسة في الدستور بالمخاطرة والمغامرة، وأشار، في حواره مع "فيتو"، إلى أن وجود حزب للرئيس يعيد إحياء الحزب الوطنى الديمقراطى مرة أخرى على الساحة، لافتا إلى أن دمج الأحزاب السياسية مخالف للدستور ومحاولة لخلق أحزاب أنابيب، وأن الحرب على الفساد أهم بكثير من الحرب على الإرهاب، نظرا لأنه يهدد الدولة ويلتهم مواردها.. وإلى تفاصيل الحوار:

• في البداية.. ما أولويات الرئيس السيسي في الفترة الرئاسية الثانية اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا وثقافيا؟
- الأمور لم تكن واضحة في خطاب الرئيس الأخير أمام مجلس النواب، أثناء أداء اليمين الدستورية للفترة الثانية.. الحديث مجرد نوايا أكثرها تكرار لما ورد في خطاب التنصيب الأول، محاولا إقناع الشعب بمزيد من التحمل والصبر، وأنه لا تراجع عن الاستمرار في الأمور الاقتصادية التي تسبب آلامًا ومشكلات لطبقات كثيرة من الشعب المصرى، والعناوين الرئيسية أيضا في الخطاب كانت بمثابة تمهيد للزيادات المحتملة.

ووردت إشارة من الرئيس أيضا حول "أنه يمد يده للجميع دون أي تفرقة بين مصرى وآخر مما يفهم منه أنها دعوة للانفتاح السياسي"، وورد أيضا نص حول "أنه اهتم بالتنمية الاقتصادية وتثبيت أركان الدولة والاقتصاد، وأنه لا إقصاء لاحد إلا من تورط في الإرهاب"، وإذا كان الرئيس جادا في الانفتاح السياسي فلابد من التمهيد لذلك؛ نحتاج أولا لإطلاق سراح كل معتقلي الرأي، وكل أصحاب الرأى، وأيضا تشكيل لجنة لزيارة السجون للتأكد من أي شبهات، وما يقال عن وجود تعذيب أو اختفاء قسرى أو غيره، وفى حال وجود حالات يتم محاسبة المسئولين عنها.

وأيضا هناك شرط، وهو أن يكون مطروحا على الأجندة السياسية كل الأطروحات والاستماع لوجهات النظر المختلفة ورفقاء الوطن، والاهتمام بالعدالة الانتقالية وتعديل قانون الانتخابات البرلمانية، ومراجعة كل القوانين المقيدة للحريات.

• ماذا لو تم التحرك نحو تعديل الدستور وتمديد فترات الرئاسة؟
- من الأفضل ألا يتم تعديل الدستور الذي انتخب الرئيس على أساسه.. من الممكن بعد انتهاء الفترة الثانية للرئيس السيسي وخروجه من الحكم يتم التعديل.

• لماذا يفسد الكبار.. وكيف يتم اختيار وزراء ومحافظين غير فاسدين؟
- الفساد هو دولة داخل الدولة.. وللوصول للوضع الأمثل لابد من محاربة الفساد من بدايته، الحرب ليست مقصورة فقط على الإرهاب، لكن الحرب ضد الفساد أهم من الحرب ضد الإرهاب، نظرا لأن الإرهاب ورقة من الفساد، ولو تم القضاء على الفساد سنصبح شعبًا منتجًا ومثمرًا.

هناك مليارات ضائعة بسبب الفساد، ومعنى القضاء على الفساد أن نستطيع تحرير الإنفاق الاقتصادي، والاستغناء عن القروض من الخارج، وصندوق النقد الدولي الذي يفرض شروطه علينا، وإذا قضينا على الفساد سيكون لدينا ما يعادل الميزانية الموجودة حاليا، والقضاء عليه يحتاج لعدة أمور؛ أولها أن تعلم القيادة السياسية أين هي مؤسسة الفساد، خاصة أن بعضها ظاهر والبعض الآخر مختفٍ.

• كيف ترى المطالبة بدمج الأحزاب السياسية؟

- تغير الصفة الحزبية مخالفة للدستور، ودمج الأحزاب السياسية فيه تحدٍ واضح للدستور، وأيضًا هي محاولة لخلق أحزاب أنابيب تتم صناعتها في معامل، كيف ندمج "اشتراكي" مع "رأسمالي" و"ليبرالي" في حزب واحد؟!، الأمر ليست له علاقة بالسياسة تمامًا، خاصة أن الأحزاب تنشأ قواعدها الجماهيرية تلبية لطبقات محددة من الشعب.. العمال تختلف عن رجال الأعمال، وكل حزب له طبقة يمثلها ويدافع عنها، وهو موجود في العالم كله هكذا.

الممارسة السياسية تحتاج لجو صحي، لكن السلطة لا تعطى الهواء الكامل لكى تتنفس القوى السياسية، والمجال السياسي في مصر كذلك.. وأؤسس حاليًا حزبًا سياسيًّا تحت مسمى "الناس الديمقراطى"، وهو حزب يعتمد على الشاب فقط في المناصب القيادية، ومن يزيد عمره على 50 عامًا لا يتولى منصبًا قياديًا فيه، بل يكون عضوًا عاديًا، وسوف يتم بناؤه من البداية، وأتابع في كل المحافظات حاليا للتأسيس.

• هل كثرة الأحزاب السياسية تعد خطرا على الدولة؟
- لا يوجد كثرة وقلة في الأحزاب السياسية، ولكن الأحزاب تعبير عن احتياجات حقيقية للمجتمع، والأحزاب التي ليس لها قاعدة شعبية وجمهور، سوف تسقط بعد ذلك في المستقبل وحدها، مثلما حدث في دولة جنوب أفريقيا عندما كان فيها 150 حزبا، في بداية عصر الرئيس الراحل نيلسون مانديلا، الجميع كان يريد التعبير عن نفسه، ثم بعد ذلك استمر من له جمهور وقاعدة شعبية.. الأحزاب في مصر زادت بعد ثورة 25 يناير.. المواطنون اشتاقوا للتعبير عن رأيهم، والأحزاب التي لا تعبر عن شيء ستندثر، الأحزاب لا يعرف مدى قوتها في الوقت الحالى نظرا لعدم فتح المجال العام لها، والوضع الحالى المجال العام فيه مغلق ولا تستطيع الأحزاب التعبير عن رأيها.

• كيف ترى سعى بعض الأحزاب ليكون حزب الرئيس؟
- إذا لم يكن الرئيس يريد ذلك، لن يستمر هذا الأمر، الرئيس الراحل أنور السادات، عندما أسس حزب مصر، ثم بعدها الحزب الوطني، كل أعضاء حزب مصر انضموا لحزب الرئيس مباشرة، وإذا لم يكن الرئيس السيسي يريد هذا الأمر فليوقفه، لكنه يبدو أن هناك من يقنع الرئيس بأن يكون له حزب سياسي، وأن يكون له حزب يدافع، لكنه في النهاية سيكون محاولة لإعادة إحياء الحزب الوطنى الديمقراطي ولكن تحت مسمى جديد، والحزب الوطني لم ينفع حسنى مبارك، وأيضا لن ينفع أي رئيس، والأفضل أن تكون هناك حياة سياسية حقيقية، تنتهي فيها ظاهرة أحزاب الأنابيب.

• كيف يتم تفعيل دور المعارضة على الساحة السياسية؟
- المعارضة جزء من أي نظام في العالم كله، لكن في الوقت الحالى المعارضة مطارَدَة، وجزء منها في السجون، والكلام العادى غير مسموح في الوقت الحالى، وهناك كلماتٌ تتكرر كثيرا لكنها ليست موجودة على أرض الواقع.

• هل يتم تفخيخ الأحزاب السياسية بفكرة الدمج؟
- الأحزاب لا تحتاج إلى تفخيخ، بالطبيعى هي محاصرة، ولا تستطيع تنفس الهواء كاملا، وربما لا يوجد لها تنفس على الساحة السياسية، لكنها مجموعة أعضاء منهم من في السجون، وفى النهاية لا توجد حياة سياسية حقيقية.

• كيف ترى مبادرة "الصوت الآخر" التي أطلقتها "فيتو"؟
- أمرٌ صحيٌّ للغاية، نظرا لأنه لابد أن تكون هناك مساحة موازية لكل رأي، والحقيقة لا تظهر وتُرى إلا إذا نظرت إليها من أكثر من زاوية، كلنا نصف الحقيقة لكننا مختلفون في وجهات النظر، والطبيعى في المجتمعات الراشدة والكبيرة حتى في البيت نفسه، لا بد من سماع الصوت الآخر، وهى في النهاية وظيفة وسائل الإعلام المختلفة، ودور الوسيلة الإعلامية هي إلقاء الضوء أقرب ما يمكن للحقيقة وليس الحقيقة كاملة، لكي يكون هناك شكل محايد وموضوعى للاقتراب من الحقيقة ومن أكثر من زاوية.
Advertisements
الجريدة الرسمية