رئيس التحرير
عصام كامل

استقيموا يرحمكم الله


تلقيت العديد من الاتصالات عقب ما نشرته في "فيتو" عن الانحراف الإداري والمالي بل والطبي داخل مؤسسة 57357، كان الكثيرون يسألونني "هل نستمر في تبرعاتنا للمستشفى انفعالا بما تتضمنه الإعلانات من معاناة الأطفال المصابين بالسرطان أم نوجهها إلى مستشفيات أخرى أكثر استحقاقا؟


وللتوضيح أقول إن 57357 هو مستشفى أنشأه الشعب المصري فقراؤه وأغنياؤه وهي ملك للشعب ولا بد من الحفاظ عليه، وبالتالي لا بد من استمرار التبرع للمستشفى على أن يكون للعلاج وليس للإنفاق في أمور تُعد من الجرائم في حق أموال هي في حرمة مال اليتيم.

وما نشرته من حقائق كنت أحرص ما يكون على توثيقها والتأكد منها، وعبر شهور طويلة لم أتعجل في أن أنشر ولو كلمة تحتمل التأويل وتصيب أي من كان بأذى.

فأنا أعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأقسم بالله أنني من أحرص الناس على نجاح مستشفى 57357 وعلى أن يكون مستشفى لجميع طوائف الشعب المصري كما تم التخطيط له من جانب قيادات المعهد القومي للأورام ومن أهل الخير ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والراحلة علا غبور وغيرهما ممن يتم تجاهلهم عمدا.

أتمنى أن تنفق التبرعات على الخدمة الطبية وليس على الإعلانات، التي أصبحت هي المنتج الوحيد الأعلى جودة بالمستشفى.

وليعلم الجميع أن مسلسل الخلل داخل إدارة 57357 أكبر بكثير مما نشر، ولدي العديد من المستندات وربما لا يعلم البعض أن الحلقة الثانية هي عبارة عن حلقتين تم دَمجهما بمعرفتي حتى أترك للأجهزة الرقابية الفرصة للبحث في كل ما نشر، وأن يكون بداية لاكتشاف المزيد مما أعلمه علم اليقين ليس بهدف الإساءة لمستشفى بناه الشعب المصري لكن لإصلاح ما به من خلل.

كما أقسم أنني لم أخطط لأن يتزامن النشر مع شهر رمضان المعظم.. لكن القدر هو ما جعل اكتمال ما كنت أسعى للوصول إليه من مستندات في التوقيت نفسه حتى لا يُساء الظن.

أتمنى أن تكون هذه الحملة دافعا لأن تؤسس هيئة أو مجلس قومي للتبرعات يضم في عضويته خبراء في الاقتصاد والإدارة والصحة ورجال الدين ويتولون توجيهها لأي من المستشفيات أو الجهات الخيرية كل حسب ما تتطلبه طاقته الاستيعابية على العلاج أو أي عمل آخر من أعمال الخير.

وحتى يتم حقن نزيف المليارات التي تُبعثر دون رقابة، بالإضافة إلى مئات الملايين من الجنيهات التي تبدد في حروب إعلانات لا طائل من ورائها إلا تشتيت عقل وقلب المواطنين.

بقي أن أشيد بشجاعة الكاتب الصحفي عصام كامل رئيس تحرير "فيتو" الذي كان عند حسن ظن الجميع به في عدم تأثره بالإغراءات والضغوط التي مورست عليه لعدم نشر الحلقتين، وانحاز لحرية الصحافة إيمانا منه أن ما جاء فيهما هو حديث المستندات الموثقة، وترك باب الرد مفتوحا من جانب مسئولي مؤسسة مستشفى 57357.

ونحن ما زلنا في انتظار الرد.
الجريدة الرسمية