رئيس التحرير
عصام كامل

تعذيب المعاقين في عام المعاقين (7)


نصت المادة 81 من الدستور المصري الصادر عام 2014، على أن "تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام، صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وترفيهيًا ورياضيًا وتعليميًا، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين، إعمالًا لمبادئ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص".


وتطبيقًا لهذه المادة جرت في نهر المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة بعض المياه، خاصة منذ أعلن الرئيس السيسي 2018 عامًا لهم.. من بين الإنجازات التي تحققت إنشاء وحدة متحدي الإعاقة بجامعة القاهرة، وتتمثل أهدافها في إتاحة مرافق الجامعة ومبانيها وبرامجها الدراسية ونشاطاتها لمتحدي الإعاقة.. ودمج متحدي الإعاقة في المجتمع الجامعي بجميع جوانبه الثقافي والاجتماعي والرياضي.. وتأهيل متحدي الإعاقة علميا ومهنيا لسوق العمل.

ويوم الثلاثاء 19 سبتمبر من عام 2017، نشرت "فيتو" حوارًا أجرته زميلتنا سمر حسن، مع الدكتورة هايدي عشم، الأستاذة بكلية العلاج الطبيعي، ومدير وحدة متحدي الإعاقة بجامعة القاهرة ومنسق عام جامعة القاهرة لشئون متحدي الإعاقة.. قالت فيه:

"إن وحدة متحدي الإعاقة إحدى الوحدات الحديثة الرائدة في جامعة القاهرة، أسستها إدارة جامعة القاهرة، وتتبع رئيس الجامعة مباشرة، وتم تعيين منسقين لها بجميع الكليات، وخلال أقل من عام حققت الوحدات نجاحات كبيرة في خدمة ذوي الإعاقة في الجامعة.. وتهتم الوحدة ببحث شكاوى واحتياجات متحدي الإعاقة على مستوى الجامعة، والإشراف على كفالة الحقوق الدستورية لهم بالجامعة، كما أن الوحدة لها الحق في اقتراح ما يجب عمله في خدمة ذوي الإعاقة بالجامعة..

وتخدم كل ذوي الإعاقة بالجامعة، كل شخص من ذوي الإعاقة تحت مظلة الجامعة، وعددهم على الأقل، 1020 شخصًا، سواء كانوا طلابا أو عمالا أو موظفين أو أعضاء هيئة التدريس.. واستطاعت الوحدة تقديم تقرير مصر الأول عن ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، فقد كانت مصر ضمن الدول المشاركة باتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوق ذوي الإعاقة، وخلال الفترة من 2008 حتى 2016 لم تقدم مصر أي تقرير، والوحدة كان لها شرف كتابة تقرير مصر الأول عن ذوي الإعاقة بما يخص جامعة القاهرة، أجرت الوحدة استبيانا ثم تم عرضه على مجلس جامعة القاهرة في 31 أكتوبر 2016 وتمت الموافقة عليه".

باختصار، أدت الوحدة دورًا خطيرًا لخدمة المعاقين بالجامعة، وعلى الراغب في الاستزادة الرجوع إلى الحوار.

وبعيني رأيت عدة أرفف بالمكتبة المركزية وقد امتلأت بالكتب والمراجع المطبوعة بطريقة "برايل"، رغم الصعوبة الكبيرة التي تكتنف هذه المهمة؛ نظرًا لإحجام العديدين من الأساتذة عن الموافقة على طبع كتبهم بتلك الطريقة، متذرعين بحقوق الملكية الفكرية!

المشكلة التي نحن بصددها هي ما علمته من أن رعاية الشباب بالجامعة ارتأت أن هناك ازدواجية بين عملها ونشاطها، وبين ما تؤديه الوحدة من أدوار؛ ولذلك فإنها طلبت من رئيس الجامعة استصدار قرار بضم الوحدة إليها.. أي إن وحدة متحدي الإعاقة لن تصبح تابعة لرئيس الجامعة مباشرة، بل إنها ستتبع رعاية الشباب؛ بما يمثله ذلك من تقزيم لدورها وشأنها.

مطلوب من الجميع التكاتف للإبقاء على استقلالية وحدة متحدي الإعاقة بجامعة القاهرة، وتبعيتها لرئيس الجامعة مباشرة.. ونطمح في أن يتم تعميم التجربة في جميع الجامعات المصرية.
الجريدة الرسمية