رئيس التحرير
عصام كامل

«الرز».. وسنينه!


بات «الرز» في مصر مصدر قلق سياسيًا واجتماعيًا.. وأخيرًا رياضيًا، فلم يعد "الأرز" فقط هو ذلك النوع من الحبوب التي تعتبر من المأكولات الغنية بالكربوهيدرات ويعتمد عليها أكثر من نصف سكان الأرض في الغذاء، بل صار له مدلول مغاير في زمن اختلطت فيه الأمور، بعدما أصبح "شوال الرز" كناية عن الفلوس وما تفعله في البشر.


الأرز في مصر قصته قصة فقد أصبح مصدر خطر على حصتنا من المياه في ظل الأزمة التي نعاني منها جراء سد النهضة الإثيوبي، لهذا جاء قرار وزير الري بتخفيض مساحة زراعته في الموسم الحالي إلى نحو 724 ألفًا و200 فدان فقط، بدلًا من مليون و100 ألف فدان، في العام الماضي، من أجل ترشيد استهلاك المياه، وقبل فترة طالب أحد الوزراء من المصريين ألا يأكل الشعب "محشي" وأن يستبدلوه بالمكرونة، ليأتى وزير آخر ويؤكد أن "الأرز المصري بيستوي مع الخضار والشعب بيحب المحشى ولازم نوفر له الأرز".

كل هذا أدى إلى اكتواء الأسر المصرية خاصة الفقيرة بنار سعر الأرز، كما اكتوى الفلاحون بقرار تقليص المساحة المزروعة وأصبحوا يشكون من التضييق على مصدر دخلهم.

ومن أزمة الأرز المتعلقة بالمياه والأسعار، والتي قد تستمر في سنوات قادمة، إلى "الرز" بمعناه السياسي وهو معنى بات سيئ السمعة ويعكس إلى أي مدى تحكم المال في مسار أمور كثيرة لعل آخرها ما طفح على سطح الأحداث الرياضية خلال الأيام الماضية بعد أن فجّر تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية قنبلة من العيار الثقيل بإعلانه ترك الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي، وما تلى ذلك من كشف مفاجآت مثيرة عن مجلس الكابتن محمود الخطيب والـ 260 مليون جنيه التي قدمها دعما له.

وبالطبع فإن مقولة "شوال رز" التي كتبها آل الشيخ في سياق تعريته لمجلس الأهلي جاءت كاشفة بما يكفي لما آلت إليه الأوضاع في أكبر ناد في مصر، وفي الوقت ذاته تدق ناقوس الخطر من "الرز" وفضائحه الساخنة.
الجريدة الرسمية