رئيس التحرير
عصام كامل

اجتماع سري بين إيران وإسرائيل في الأردن لتحديد مستقبل سوريا

فيتو

كشفت تقارير إعلامية عن اجتماع سري بين مسؤولين إيرانيين واسرائيليين لإعداد صفقة سوريا، برعاية المخابرات الأردنية، حيث شهد أحد فنادق عمان لقاء العدوين «إيران وإسرائيل».


لقاء على دخان الحرب
بينما تتصاعد الحرب الكلامية بين إيران وإسرائيل، بفعل الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في مناطق متفرقة في سوريا، عقد اجتماع سري بين مسوؤلين أمنيين إيرانيين ونظرائهم من دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحديد مستقبل إيران في سوريا والمنطقة، فيما ترك للعرب شعارات إيران بإلقاء إسرائيل في البحر.

الاجتماع الإسرائيلي الإيراني تم تحت أعين وبواسطة المخابرات الأردنية وعقد في العاصمة عمان، بحضور السفير الإيراني لدى المملكة مجتبى فردوسي بور.

فيما لم يفصح عن المسئولين الأمنيين الإسرائيليين، الذين حضروا اجتماع مع نظرائهم الإيرانيين من أجل صفقة الجنوب السوري، أشارت المصادر إلى لعب الوسيط الأردني دور حامل الرسائل بين المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين الذين تواجدوا في جناح فندق واحد ولكن كل فريق في غرفة، وعمل الوسيط الأردني على نقل المناقشات والعروض والمفاوضات من أجل اتمام صفقة الجنوب السوري، ليكون خاليا من الوجود الإيراني وحزب الله.

درعا والقنيطرة
وكشفت مصادر مطلعة لـ«إيلاف» أنّ النقاش بين الإسرائيليين كان حول الوضع السوري والمعركة المرتقبة في جنوب شرق سوريا، وتحديدًا في محافظتي درعا والقنيطرة، حيث تم الاتفاق بين الجانبين بحسب المصادر أن لا تشارك إيران وحزب الله والمليشيات التابعة لهما في هذه المعارك المرتقبة ضد المعارضة السورية والفصائل المسلحة هناك على أن يقوم الجيش السوري بهذه المهمة وأن تقوم القوات الأردنية بالحفاظ على أراضيها ومنع التسلل اليها من الجانب الآخر.

تعهد إيراني
وقالت المصادر، إن إسرائيل أوضحت للإيرانيين أنها لن تتدخل في تلك المعارك قرب حدود خط وقف النار في الجولان والحدود الأردنية الإسرائيلية ما دامت إيران وميليشياتها وحزب الله لن يدخلوها، وقال مصدر مطلع شارك في المحادثات، إن الجانبين بحثا الأمر بوساطة أردنية وإن الجانب الإسرائيلي استغرب السرعة التي تمت فيها الاتفاقيات، والتعهدات بين الجانبين.

وكان السفير الإيراني في عمان، مجتبى فردوسي بور، تلقى وعدد من رجال الأمن الإيرانيين تفويضًا لمفاوضة الإسرائيليين في عمان، حيث قاد المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي نائب رئيس الموساد برفقة عدد من رجالات الأمن والعسكر.

وتبادلت إسرائيل وإيران في الأيام الأخيرة رسائل عديدة عن طريق الجانب الأردني بشأن الوضع في الجنوب السوري، حيث حذرت إسرائيل إيران من مغبة اندلاع مواجهة كبيرة وشاملة في المنطقة إذا أقدمت إيران على إدخال قواتها وعناصر حزب الله إلى الجنوب السوري للمشاركة في المعارك هناك.

وحمل الأردن الرسالة ذاتها إلى النظامين السوري والروسي، بحسب المصادر.

مفاوضات سهلة
المصدر الذي شارك في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وإيران قال: إن الأمور سارت بشكل سهل وسريع وتم الاتفاق بين جميع الأطراف على الأمر.
وأضاف المصدر المشارك في المفاوضات أن الأمر يبدو غريبا وغير واقعي، إلا أن إيران على ما يبدو بدأت تعي حجم الخسارة التي منيت بها في سوريا جراء الضربات الإسرائيلية المتتالية لمواقعها في سوريا.

وفي محاولة لتفادي خسائر أكبر وضغط أكبر لخروجها من سوريا، وافقت طهران على عدم المشاركة مع جيش النظام في معارك الجنوب الشرقي في سوريا، شريطة أن لا تتدخل إسرائيل في هذه المعارك المرتقبة خلال الأيام القريبة، وهي ستدور على ما يبدو في درعا والقنيطرة القريبتين من إسرائيل والأردن.

تجدر الإشارة إلى أن هناك اتفاقًا للدفاع المشترك بين الأردن وإسرائيل في معاهدة السلام الموقعة بين البلدين، والتي تقوم إسرائيل بموجبها بالدفاع ومساندة الأردن عسكريًا في حال تعرضه لأي خطر.

وأضاف أن الجانب الروسي الذي كان على اطلاع وثيق وقريب على المفاوضات في عمان، قدم الضمانات للإسرائيليين والأردنيين بعدم مشاركة إيران وحزب الله في المعارك المرتقبة في الجنوب السوري في محافظتي درعا والقنيطرة.
وتابع المصدر أنه تم الاتفاق في عمان على آلية عمل مشتركة بين الجميع في سوريا، لمنع حدوث أخطاء قد تؤدي إلى اندلاع معارك أو مواجهات بين الأردن وسوريا وإسرائيل والجانب الروسي على غرار الاتفاق الروسي الإسرائيلي بشأن الأجواء السورية.

وكان سفير إيران في عمان أكد في حديث صحفي أن القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها لن تشارك في المعارك التي سيخوضها النظام قريبًا في محافظتي درعا والقنيطرة.
وأضاف أن إيران توصلت لتفاهمات مع الأردن وقوى أخرى في المنطقة بعدم المشاركة في المعارك المرتقبة وعدم التواجد في درعا والقنيطرة كي لا تحدث مواجهات أو يحصل تصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى حرب شاملة.

الجريدة الرسمية