«الانتحار يأسا».. ضائقة مالية تدفع مهندسا إلى القفز من الدور السادس.. الشاب الثلاثيني هدد زوجته بالانتحار أو الطلاق.. و«مش لاقي آكل» آخر كلماته في الحياة (فيديو وصور)
شهدت منطقة الهرم بالجيزة حادث انتحار يعد الأغرب من نوعه على المجتمع المصري؛ إذ أقدم مهندس في عقده الثالث من العمر على الانتحار بعدما كفَّر أهل منطقته، والأغرب أنه حرَّض زوجته على الانتحار معه.
«فيتو» رصدت مسرح الحادث وكشف أهالي المنطقة عن تفاصيله فقالت سارة أحمد شاهدة عيان: "أقيم بالعقار المقابل لعقار الزوجين، وعقب أدائي صلاة فجر الخميس الماضي فوجئت بصرخات الزوجة خلال محاولة تهدئة زوجها فخرجتُ لشرفة منزلي أستطلع الأمر".
الاعتداء اللفظي
وأضافت أن الزوج استمر قرابة الثلاث ساعات يعتدي لفظيا على المارة بالشارع بأفظع الألفاظ عقب أدائهم صلاة الفجر، حتى الذين لا يعرفونه لم يسلموا من لسانه.
والتقطت مروة إحدى الجيران أطراف الحديث قائلة إن الزوجة المسكينة ظلت تُهدئ من روع زوجها، لكنه كان يعتدي عليها بالضرب والسب، ويترك شرفته ويدخل غرفة نومه، ثم تناهى لسمعي صوت تحطيم شيء اكتشفنا بعد ذلك أنه أثاث المنزل وبعض الأجهزة الكهربائية.
تدخل الجيران
وأكملت: تجمع أهالي المنطقة واستيقظ مالك العقار، وصعدوا لشقته وحاولوا تهدئته، وبالفعل بادر بالنزول معهم إلى أسفل العمارة ولم يستكمل دقائق معدودة وعاد يتمتم ببعض الجمل مثل "من مات دون علم الله فهو كافر".
وأردفت: صعد الزوج منزله وبعدها دخل شرفته متخففا من ملابسه واعتدى على زوجته، وخرج لشرفة منزله متهما الأهالي بقوله "يا ناس يا كفرة، يا مجرمين"، وفعلته تلك استفزت جاره بالعمارة المجاورة لنا فتشاجرا معا وقلت له "أنت مين علشان تكفر الناس، أدخل وارحم مراتك، إحنا في أيام مفترجة".
مقاومة أخيرة
استفز الزوج حديث السيدة، حتى إنه حاول أن يلقي زوجته من شرفة المنزل ولكنها كانت تقاومه، والجيران من الجانب الآخر يحاولون اقتحام الشقة لإنقاذ الزوجة وتهدئته مرة أخرى.
وفجأة ارتفع صوته قائلا لزوجته "لو مرمتيش نفسك معايا هتكوني طالق، ولم تمر ثوان على نطقه الجملة حتى قفز من الطابق السادس وزوجته خلفه" مما جعل الأهالي في حالة صدمة".
تدخل العناية الإلهية
الزوجة أنقذتها العناية الإلهية؛ حيث قفزت على ميكروباص مما أدى لإصابتها ببعض الكدمات والجروح الطفيفة بينما زوجها توفي نتيجة إصابته بكسور عميقة ونزيف داخلي.
استكملت منال إحدى الجيران: تزوجا منذ عدة أشهر وكان الزوج يملك سوبر ماركت صغيرا وكثرت الشائعات عنه بمروره بضائقة مالية، وبكثرة الديون عليه، مشيرة إلى أن ذلك سبب إصابته بحالة نفسية متدهورة وإقباله على الانتحار.
قدوم الشرطة
بدأت الواقعة بتلقي الرائد محمد الصغير رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، بلاغا من الأهالي بمنطقة اللبيني بوفاة شخص وإصابة زوجته نتيجة إلقاء نفسيهما من شرفة شقتهما بعقار بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص ومناقشة شهود العيان تبين أن المتوفَى كان شابا في الثلاثينيات ويملك محل بقالة، وكان يعاني حالة نفسية سيئة بسبب مروره بأزمة مادية وعدم تمكنه من الوفاء بالتزاماته.
تحرر المحضر اللازم، وأمر اللواء إبراهيم الديب مدير مباحث الجيزة، بإحالته للنيابة للتحقيق.
