رئيس التحرير
عصام كامل

على خطى النهضة.. إخوان الجزائر تغازل أحزاب السلطة للتحالف معها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحاول إخوان الجزائر، وذراعها السياسية، حركة مجتمع السلم المعروفة اختصارًا باسم «حمس» محاكاة النجاحات التي حققتها حركة النهضة التونسية، التي تنطلق من أرضية إخوانية، حتى ولو أنكرت ذلك، في ضوء تحالفها مع حزب السلطة نداء تونس.


بحسب العديد من التسريبات التي أطلقتها الحركة لوسائل الإعلام، لجس نبض سلطة الرئيس بوتفليقة، ستطلق «مجتمع السلم»، سلسلة اتصالات كبرى مع أحزاب سياسية، من أصحاب الأوزان الثقيلة في الساحة السياسية، بجانب الرموز العامة والمستقلة، لطرح مبادرة توافق وطني للاتفاق على مرشح رئاسي، يخوض الانتخابات المزمع إجراؤها في 2019.

المؤشرات التي تؤكد صدق هذه التسريبات، والتي تخرج على ألسنة مصادر مجهلة من الحركة، مغازلة عبد الرزاق مقري، رئيس الحركة، قبل أيام للأحزاب السياسية الكبرى المحسوبة على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وخصوصا حزب التجمع الوطني الديمقراطي، صاحب القوة الثانية في البلاد، والذي يتزعمه رئيس الوزراء، أحمد أويحي.

ويراهن "مقري" على تكرار إنجاز حركة النهضة مرة أخرى في الجزائر، رغم صعوبة المقارنة بين البلدين، والأجواء التي تحيط بكل منهما؛ فالتوافق بين السلطة والمعارضة بحسابات الحركة، قد يعيد سيناريو كانت قد اتبعته الإخوان في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما وافقت على المساهمة في إدارة مؤسسات الدولة، بدعوى إرساء المصالحة الوطنية، بعد جحيم العشرية السوداء، التي دمرت البلاد آنذاك، ولكن هذه المرة، بطموحات أكبر، وقدرة أعلى على التفاوض، وظروف يظنون أنها في صالحهم، لو أحسنوا استثمارها.
الجريدة الرسمية