رئيس التحرير
عصام كامل

شرف الأهلي الرفيع والاستقالة الواجبة!


كان رد صالح سليم لمسئول رئاسة الجمهورية صاعقا: "إن كان الرئيس مبارك سيأتي لافتتاح الأوبرا فلماذا أكون في استقباله؟!" حاول مندوب الرئاسة إقناع رئيس الأهلي ففشل فكان الحل العاجل في زيارته بالنادي.. وهناك قال وفد الرئاسة أن إستاد مختار التتش بالنادي هو الأنسب لهبوط طائرة الرئيس لأنه على بعد أمتار من دار الأوبرا ولا يصح ألا تكون في استقباله.. كرر رئيس الأهلي الرد: "لست ملزما أن أكون ديكورا لو جاء للأهلي لاستقبلته خلاف ذلك فأهلا بسيادته لكنني لن أكون هناك!"


عاد الوفد إلى الرئاسة وقرر مصارحة الرئيس بما جرى وربما تحريضه على رئيس الأهلي ولكن الحل جاء من أحد مسئولي المراسم الذي اقترح أن تضاف زيارة الأهلي إلى افتتاح الأوبرا وهو ما جرى فعلا في العاشر من أكتوبر عام 1988!

الحديث عن الأهلي سيطول.. وهو يستحق أن يطول.. بطول تاريخ ناد عريق وهو تاريخ مسطر بالنور والأمجاد والبطولات بل هي كثيرة مواقف صالح سليم رئيس الأهلي ومع مبارك أيضا ولكن ما يعنينا الآن هو إبراز لمن نسى أو تناسى أن قيمة الأهلي لم تتشكل ولم تتكون من فراغ ولا حتى بالبطولات وحدها وإنما بالقيم التي يسبقها - ويجب أن يسبقها - إدراك قيمة الأهلي نفسه!

ولأن ما تداول منذ أمس الأول يشي بأن بعضه أو ربما كله صحيح.. ولما كان ما يتداول يقول إن رئيس الأهلي الحالي الكابتن محمود الخطيب قد ساهمت في فوزه بالانتخابات أموال غير مصرية.. صحيح هي أموال عربية لأشقاء لهم كل التقدير والاحترام وصحيح أن الدستور والقانون يفرقان بين الأموال العربية وبين الأموال الأجنبية ويعتبر في حالات عديدة أن الأولى كالأموال المصرية إلا أن في الانتخابات تحديدا وضع القانون سقفا لتلقي التبرعات حددها القانون في الانتخابات الرئاسية- الرئاسية- بخمسة ملايين جنيه وهي انتخابات جمعيتها العمومية من 60 مليون ناخب ولذلك فهي ومن مبدأ "من باب أولى" يكون سقفها وحدها الأقصى في الأندية أقل من ذلك بكثير!

ويكون منح رئاسة الأهلي الشرفية-وفق ما نعتقد- لمن قدم للأهلي خدمات جليلة وليس لفريق داخل الأهلي.. والفرق كبير.. وفضلا عن كل ذلك فيكفي اهتزاز صورة الأهلي بكل ما فيها ولاكت سيرته الألسنة وأصبحت سمعته على المحك رغم أنه - شئنا أم أبينا- صاحب المقام الرفيع في الأندية المصرية والعربية وبالتالي فسمعته تتماس مع سمعة مصر بالضرورة لذا لا يداوي ما جرى ويدفع الشبهات ـ مجرد الشبهات ـ عنه إلا تصرف مسئول ومتحضر يعيد تجديد الثقة أو عدم تجديدها لأبناء الأهلي.. كل أبناء الأهلي!

وكلمة أخيرة.. كاتب هذه السطور أول من هنأ الكابتن الخطيب في مقال طويل عريض بجريدة مهمة وكبيرة هي "الوطن" ولأننا كنا نرى إعلانات منافسي الخطيب بـ "الوطن " ككل الصحف ومنعا للإحراج راجعنا رئيس تحريرها الأستاذ محمود مسلم قبل الكتابة فوافق الرجل على الفور، مؤكدا أن الرأي مقدس وهو ملك صاحبه ولا علاقة له بالإعلانات ولا حتى بسياسة الجريدة وهي القيمة نفسها التي تتعامل بها "فيتو" ولكن ومنعا للدخول في أي حسابات من أي نوع قررنا تأجيل المقال لما بعد الانتخابات على أن نكتبه فاز الخطيب أو لم يفز..

وقد كان.. لذا فلا يمكن بحال أن يتهمنا أحد بالتربص بالكابتن الخطيب أو التصيد له.. بل لم نزل وسنبقي نراه أسطورة بشكلها وتفاصيلها لن تتكرر ولشخصه يبقي التقدير ولكن لا يصح على الإطلاق عقاب لاعب أو أكثر بحثوا عن مستقبلهم مع أندية أخرى دون اقترابهم من اسم الأهلي وسمعته بينما يترك رئيس النادي بعد كل ما جرى ويجري !

شرف الأهلي الرفيع لن يسلم الآن إلا باستقالة الخطيب.. وقبل أن يسلم بطرق أخرى.. هذا إن كان الأهلي فعلا عندهم فوق الجميع!
الجريدة الرسمية