رئيس التحرير
عصام كامل

«ورب الرجال الضاربين».. جبهة الابتهال بنصر العاشر من رمضان

فيتو

«سبح بحمدك الصائمون.. ودان لعزتك الراكعون الساجدون.. واستنار بهداك المخلصون.. وانتصر بقدرتك المجاهدون ويومئذ يفرح المؤمنون» لم يكن الابتهال الديني بمعزل عن الحياة في مصر بكافة جوانبها وخاصة مع حرب العاشر من رمضان عام 1973 فتلك الكلمات من ابتهال «سبح بحمدك الصائمون» للشيخ نصر الدين طوبار كانت لها تأثير كبير على رفع معنويات الجنود بعد إذاعتها يوم التاسع من أكتوبر.


فلم تكن الطائرات والمدافع والدبابات هي التي تقذف الرعب فقط في قلوب العدو وتثبت الذين آمنوا بل شاركت الأغنية الوطنية والإنشاد الديني في دك الحصون النفسية للعدو ورفع الحالة والتعبئة المعنوية للأبطال على جبهة القتال، وساهمت أيضا في خلق الوعي والروح المعنوية لدى الشعب.


وكان الشيخ نصر الدين طوبار الذي ولد عام 1920 بالدقهلية يتمتع في تلك الفترة بشعبية جارفة نظرا للصوت العذب الذي يطرب الأذان وتهفو وتنجذب إليه القلوب، ولعل ذلك كان من أسباب تعلق اسم الشيخ «طوبار» بالرئيس المؤمن الراحل محمد أنور السادات وبعدما أذاع طوبار الابتهال الثاني «انصر بفضلك يا مهيمن جيشنا.. واجعل لواء النصر في يمناه.. سبحانك اللهم أنت لمن دعاه نعم القريب يجيب من ناداه» في 14 أكتوبر - تدخل الرئيس السادات واتصل هاتفيا بالشيخ «طوبار» مهنئا إياه على الابتهالين وقال له: «أنت اسم على مسمى».

وحرص الرئيس السادات بعد الحرب على اصطحاب طوبار في زيارته للقدس 19 -20 نوفمبر عام 1977 ليبتهل في المسجد الأقصى، وقدم ابتهالا رائعا ما زلنا متأثرين بكلماته حتى اليوم وهو يشدو من داخل المسجد الأقصى «إليك دعاؤنا يا ربنا فاجعله مقبولا.. وفيك رجاؤنا يا ربنا ما زال مأمولا.. لأجل المسجد الأقصى.. لأجل القبلة الأولى وأنت الحق فانصرنا على أعدائنا يا رب».

ورغم شعبيته مُنع الشيخ نصر الدين طوبار من زيارة عدد من الدول كانت تشكل جبهة الرفض ضد مصر؛ إلا أن الرئيس الراحل أنور السادات كرمه عام 1981 وأهداه نوط الامتياز من الدرجة الأولى؛ ومن بعده كرم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك اسم طوبار ومنح ورثته نوط الامتياز من الدرجة الأولى عام 1991 فاستحق بذلك لقب منشد الحرب الأول.


أما الشيخ سيد النقشبندي، كان يعد من أهم عوامل بهجة المصريين خلال شهر رمضان الكريم بما قدمه من أناشيد وابتهالات دينية حتى صار يلقب بالصوت الخاشع الكروان؛ صدح الشيخ بصوته العذب الفضفاض يدعو ويناجي ربه لجنودنا البواسل بعدما طلب منه الرئيس السادات حيث كان شديد التأثر بصوته فأنشد يقول: «يارب إنا أمة أغفلت وهبت ثانية وجموعنا وحشودنا تدعوك ربي ثانية.. رب الرجال الضاربين بكل فأس عاتية.. رب السواعد والكواهل والأكف البانية.. رب المواهب والعزائم والجباه العالية رب الجنود الصامدين بجحفل أو سارية».. وكان سبب ظهور النقشبندي بالدعاء للجنود في حرب أكتوبر هو التقارب الذي حدث بينه والموسيقار بليغ حمدي والذي كان السادات سببا فيه عندما كان رئيسا لمجلس الأمة ،حيث كان عاشقا للإنشاد الديني وكان يطلب النقشبندي لينشد له في قريته ميت أبو الكوم بالدقهلية.

ولم يكن دور النقشبندي متعلقا بحرب العاشر من رمضان فقط بل راح يدعو إلى رفع الروح المعنوية للجنود بأدعيته أثناء حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية بعد هزيمة 67 حتى جاءت لحظة الانتصار فبثت الإذاعات المصرية ابتهال ودعاء «يا رب إنا قاصدوك» فكرمه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979 وحصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى وكرمه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في إحدى احتفالات ليلة القدر بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

وراح يشدو بعد عبور الجنود لقناة السويس وخط بارليف المنيع بأنشودة جديدة يقول فيها، «يا رب إنا قاصدوك فلا يعد من بيننا أحد ببابك خائبا هذى جنود الله قد وقفوا على طول الحدود يقاتلون الغاصب».

الجريدة الرسمية