رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شاكر محمد أحد أبطال المجموعة 39 قتال في ذكرى 10 رمضان: نفذنا 100 عملية ضد خنادق العدو الإسرائيلي

فيتو

*عبد الناصر استشار البطل إبراهيم الرفاعى في وقف إطلاق النار فصمت
*ابراهيم الرفاعي كان مثالا للقائد الذي يفني نفسه من أجل مصر

*عملية رأس العش جعلت الإسرائيليين كالمجانين لا يعرفون من يقاتلهم

أبطال مجموعة الأشباح أو المجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي من نوع فريد في الوفاء والفداء أطلقوا عليهم أبناء الموت لأنهم لم يهابوه يوما ونفذوا مائة عملية منذ حرب الاستنزاف حتى نهاية حرب أكتوبر، حيروا العالم بعملياتهم الفدائية خلف خطوط العدو الذي أصيب معظم جنوده بحالات نفسية لمجرد سماعهم اسمه.

ومن هؤلاء الأبطال المجند البطل شاكر محمد ابن مدينة الإسماعيلية الجميلة التي عانت كثيرا من الاستعمار منذ حرب 48 والاحتلال الإنجليزي حتى الثغرة أثناء حرب أكتوبر المجيدة.

يقول البطل: دخلت الجيش عام 66 لتأدية الخدمة العسكرية وانضممت لسلاح الصاعقة وبعد 3 شهور من التدريب تم توزيعي على مؤخرة أحد كتائب القوات الخاصة في منطقة أبو عجيلة التي حاول اليهود القضاء علينا في الأيام الأولى لحرب 67، لأنهم يكرهون رجال القوات الخاصة المصرية وحاربنا اليهود ثم انسحبنا إلى منطقة جنيفة بالإسماعيلية. 

وبعد الحرب بأيام قليلة حاول اليهود احتلال منطقة رأس العش لاحتلال بورتوفيق ليسيطروا على مدينة بورسعيد ولكننا تصدينا لهم وحاربت أنا وزملائي 3 أيام كاملة لأن القوات الإسرائيلية وقتها اعتبرت أنها ضربت الطيران المصري كله فلن يصبح لأي قوة مصرية غطاء جوي وهذا يساعدها على التقدم إلى بورسعيد ولكن فاجأتهم القوات الخاصة بالقتال بشراسة مستخدمين الرشاشات الخفيفة والآر بي جي أمام المدرعات والمجنزرات والطائرات الإسرائيلية، فكل فرد صاعقة منا كان يعمل 5-6 حفر برميلية ويختبئ في إحداها ونغطي الباقي بقماش مموه ونقوم بضرب المدرعات الإسرائيلية فيعطوا لطيرانهم أوامر بتعقبنا وقتلنا وعندما تصل للمكان لا تجد أحدا فتعود مرة أخرى على مدى 3 أيام كاملة وفعلا نجحنا وأوقفناهم عند رأس العش ولم يقتربوا من بور توفيق مرة أخرى بعدها مشيت يوما كاملا على الأقدام ووصلت إلى كوبري الفردان ثم التحقت بكتيبتي.

*كيف التحقت بالوحدة 39 قتال بقيادة الرفاعي؟
بعد معركة رأس العش قامت الوحدات الخاصة بعمليات كثيرة وموجعة تجاه العدو الإسرائيلي وإبراهيم الرفاعي ذاع صيته في أكبر عملية قام بتنفيذها إبان هجمة 5 يونيو عندما كلفه الفريق صادق بتفجير القطار المصري الموجود في سيناء فعندما احتلت إسرائيل سيناء وجاء قرار الانسحاب تركنا خلفنا معدات وذخيرة كثيرة قام الاسرائيليون بجمعها من كل مناطق سيناء وتحميلها على متن القطار إلى رفح وعندما وردت المعلومات بذلك كان قرار القيادة السياسية القضاء عليها وحرمان إسرائيل من معداتنا وبالفعل قام إبراهيم الرفاعي بتلغيم القطار الذي ظل ينفجر وترتفع النيران منه لمدة أسبوع بعدها ارتفعت الروح المعنوية للقوات كلها.
 
وكانت الوحدات الخاصة تنقسم إلى مجموعتين الأولى كنت فيها بقيادة الملازم محسن طه على والثانية الملازم إسلام والفريق صادق أمر الشهيد إبراهيم الرفاعي بتكوين مجموعة تحت قيادته وتتكون من مقاتلي صاعقة وصاعقة بحرية وضفادع ومظلات وكل الأسلحة وطلب من قائد مجموعتي عدد من رجاله فتسابقنا كلنا للالتحاق بالمجموعة فقام الرفاعي بعمل اختبارات شاقة وكنا 25 فردا وهو يريد 15 فقط فاختبرنا في مهارات الصاعقة واللياقة البدنية والسباحة ونجحت انا وعدد من زملائي للانضمام إلى كتيبة إبراهيم الرفاعي التي كانت تأخذ أوامرها من الرئيس عبد الناصر مباشرة
فانا تعلمت على يد شيخ الصاعقة جلال هريدي القتال والشجاعة وعدم الخوف من الموت كما علمني الضابط وسام علم الفلك للاسترشاد بالنجوم في الظلام لأن معظم عملياتنا كانت في الظلام الحالك عندما تكون السماء مظلمة ولا يوجد نور القمر.

وتعلمت العبري من الضابط محسن طه، ثم تغيرت مجموعة العمليات الخاصة بقيادة الرفاعي إلى منظمة سيناء وقامت وقتها بالعديد من العمليات الانتحارية التي شيبت الاسرائيليين وفي عام 68 طلب الفريق صادق من الرفاعي تغيير اسم المجموعة وقال له كم عملية قمت بها أنت ورجالك قال له 39 فأطلق على المجموعة 39 قتال بقيادة الرفاعي.

* أهم العمليات التي قمت بها مع المجموعة؟
المجموعة نفذت 100 عملية منذ 67 وحتى 73 أنا اشتركت في 30 مع الرفاعي أهم العمليات كانت لسان التمساح 1 عندما استدعى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إبراهيم هو الفريق محمد فوزي بمنزله في كوبري القبة وقال له اليهود قتلوا الفريق عبد المنعم رياض وإحنا صعايدة ومنسبش ثأرنا عاوزك تجهز لعملية موجعة لإسرائيل انتقاما لاستشهاد رياض فقال له أوامر وبدأنا للتجهيز لعملية كبيرة وهي الانتقام من الموجودين بالموقع الذي أطلق الصاروخ على الفريق رياض وفجر يوم ذكرى الأربعين للفريق رياض اتجهنا من الإسماعيلية إلى منطقة أحد الحصون الإسرائيلية في لسان التمساح وقامت المدفعية بالضرب وفي أثناء ضربها ركبنا الموقع لأن الإسرائيليين عندما يسمعون صوت مدفعيتنا يدخلون مواقعهم أو جحورهم مثل الفئران فتكون صيدا ثمينا لنا ووضعنا في المزاغل قنابل مسيلة للدموع فيخرج جنود اليهود من مواقعهم، ونحن نصطادهم مثل الفئران بالرشاشات حتى أبيد الموقع بالكامل وقام الضابط إسلام بتدمير قوات الدعم التي جاءت لنجدة الموقع ودمر دبابتين وعربة مجنزرة ورفعنا العلم المصري على الموقع ثم جاءت لنا الأوامر بالانسحاب واعترفت إسرائيل إسرائيل بسقوط 43 من جنود وضباطها في الموقع ولكنهم كانوا أكثر من هذا العدد فهي لا تقول الحقيقة وبعد هذه العملية منحنا الرئيس عبد الناصر وسام الشجاعة من الدرجة الأولى.

ثم شاركت في عملية لسان التمساح 2 وأصبت أنا والبطل الضابط محيي نوح وقام الرئيس عبد الناصر بزيارتنا في المستشفي هو ووزير الحربية وكنا سعداء جدا لأنه كان مقدر للعمليات التي نقوم بها. 

أما أهم عملية حضرتها كانت عملية الكاربنتينة وهو الميناء الإسرائيلي الخاص بتموين المراكب بالوقود والطعام والذخيرة للجنود الاسرائيليين في سيناء
وهذه العملية كانت من العمليات الصعبة والغربية في نفس الوقت عندما أخبرنا الرفاعي بالعملية الكل تسابق للقيام بها ومن العناصر التي أصرت على المشاركة الرائد عصام الدالي الذي كان قادما للتو من روسيا ولديه تصريح اجازة أسبوع فاصر على حضور المهمة وقطع تصريح الإجازة والمجند عامر يحيى عامر من بلقاس الذي كان عائدا من اجازة زواج أسبوع ورفض الراحة برغم تشديد الرفاعي عليه بعدم الاشتراك في العملية ولكنه بكي فوافق الرفاعي باشتراكه.

وتحركنا في قارب مطاطي وقمنا بتلغيم الميناء وتعالت الانفجارات ثم جاءتنا الأوامر بالانسحاب قائلين الحقوا الدبابير خرجت من الجحور ومعناها الطيران والمدفعية الإسرائيلية تستعد لضربنا وأثناء انسحابنا ضربت علينا أحد الطائرات الإسرائيلية بالرصاص فأصابت الطلقة عصام الدالي وخرجت منه وأصابت المجند عامر يحيي فاستشهدوا على الفور وأصيب النقيب وسام حافظ بشظايا في ظهره، وكانت هذه الحادثة مؤلمة لإبراهيم ووسام لأنهما يحبان عصام الدالي والمجند عامر وسمحا لهم بالمشاركة.

*كيف كانت علاقتك مع إبراهيم الرفاعي؟
إبراهيم الرفاعي كان يتعامل مع الجنود والضباط الكل سواء أو بمعني أن المجموعة كلها مترابطة مع بعضها بسببه لأنه دائما كان يقول لنا إحنا لا بد أن نكون وحدة واحدة لأننا نواجه عدوا يكره وحدتنا لأنها سر قوتنا ونحن جميعا نعزف سينفونية واحدة كفريق للنصر على العدو أو الشهادة في سبيل الله والوطن كنت أعشق الرفاعي والعمل معه وما زلت أتذكر كل التفاصيل التي قمنا بها سويا حتى الآن.

* أهم المواقف التي لا تنساها أبدا؟
عندما طلبت الأمم المتحدة وقف إطلاق النار وتوقيع مبادرة روجر استدعي عبد الناصر البطل إبراهيم الرفاعي والتقي به هو والفريق محمد فوزي وقال لهم الدنيا كلها عاوزاني أوقف إطلاق النار إيه رأيكم فأجاب الفريق فوزي وقال أي قرار حضرتك هتاخده هنفذه وإبراهيم قال نفس الكلام ثم تركهم واستأذن فسأله الرئيس أنت غير موافق يا رفاعي صح فسكت الرفاعي حتى لا يغضب الرئيس ولكن عبد الناصر قال له وقف إطلاق النار للجيش كله إلا الرفاعي ورجالته ففرح الرفاعي وتوالت العمليات.

*ارو لنا ذكرياتك عن حرب أكتوبر؟
أنا كنت مجندا منذ عام 66 وحتى سبتمبر 73 فأعطاني الرفاعي تسريحا تحت الاستيداع ولم أكمل في المنزل حتى شهر وأثناء وجود خالي لتناول الغداء في منزلنا قال لي إنه تم استدعاؤه وكان مجندا مثلي لكن سلاح مشاة فقمت على الفور بالاتصال بالمجموعة وسألتهم عن استدعائى فقالوا البس هدومك وسلم نفسك مسافة السكة فشعرت أنها الحرب فأسرعت لتلبية النداء وسلمت نفسي للمجموعة وقمت مع زملائي بتفجير بترول بلاعيم حتى نقطع الوقود على العدو.
 
وشاركنا في الحرب بالدفاع عن منطقة القناة وتفجير أي هدف إسرائيلي وخرجت من القوات المسلحة في سبتمبر 74 أي بعد 9 سنين في الخدمة أديت واجبي تجاه مصر وشعبها.
Advertisements
الجريدة الرسمية