رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الشاه.. وأنا».. أسرار علاقة ملك إيران بالسادات (2)


ما زلنا مع مذكرات «أسد علم» وزير البلاط الإيراني صديق الشاه منذ الطفولة، وكما ذكرنا سابقًا فإنها المذكرات التي كُتبت سرًا وتم ترجمتها من خلال فريق متخصص للعربية تحت عنوان «الشاه وأنا» في مجلد تعدى صفحاته الـ700، ولعل في تلك الحلقة نلقي الضوء على أبرز الشائعات التي طاردت حرب أكتوبر.


الشاه دُفن في مصر، تلك حقيقة لا تقبل الشك، الرئيس الراحل أنور السادات كان مبرره أن طهران ساعدت مصر سرًا بالبترول أثناء حرب الـ73، الأمور لم تكن على هذا الشكل حسب وزير البلاط الإيراني، بل يقول في مذكراته إنه بمجرد اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية اختار الشاه منذ البداية البعد عن اللعبة بأكملها، وصادف هذا اليوم منح وسام للسفير الإسرائيلي فطلب الشاه أن يكون تاريخ منح الوسام قبل حرب الـ73 لمنع استفزاز مشاعر المسلمين.

حرب أكتوبر أيضًا مثلت للشاه مشكلة أخرى، كان أبرزها البترول، وفي الوقت الذي استخدمته الدول العربية كسلاح مقاومة وجدت طهران طريقًا للمكسب السريع من خلال إمداد كل دول الغرب بالبترول بأسعار مرتفعة وما كان أمام دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية سوى الموافقة على هذا الأمر، ولعل ذلك كان سببا في طلب فك المقاطعة العربية كما يوضح «أسد علم».

أما ما يثير الانتباه في مذكرات وزير البلاط الإيراني أن الشاه لم يتابع الحرب كثيرًا واكتفى فقط بلعبة البترول وحل قضايا أخرى تخص أمن إيران القومي مثل أفغانستان وباكستان، وفي رأي هذا لا يعيبه فكل رئيس أمن بلاده أولوية لكن ما يعيبنا نحن نسب بطولات زائفة.

نعود إلى مذكرات وزير بلاط الشاه وتحديدًا فيما يخص علاقة الشاه بالرئيس السادات، التي لم تنشأ حين استقبل الأخير أولاد الشاه في القاهرة بمراسم احتفالية بل ودعى أولاد الشاه بـ«أولادي» وكان لذلك الاستقبال الأسطوري والحفاوة الرسمية أثر طيب في نفس الشاه وقد بدأت علاقته الجيدة بالسادات لكن ذلك كله كان بعد حرب أكتوبر لا قبلها، ما يجعل نظرية إمداد طهران بالبترول لمصر ليس لها أي موضع.
Advertisements
الجريدة الرسمية