رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الداعية عمرو خالد: أعدائي يهاجمونني لأنني أقدم «الجديد».. وما يحدث معي «خلل»

فيتو

  • ليس لدى حسابات خاصة مع أحد
  • أخطأت بدخولى العمل السياسي.. واحترامى لنفسى "خلانى أعتذر"
  • مصطلح «الدعاة الجدد» أصبح قديمًا و"باستمتع جدًا باللى بقدمه"
  • أنا رجل تلقائى وأقدم رسالتى بشكل مبسط وبدون تكليف
  • تتلمذت في مدرسة على جمعة واستفدت منها كثيرًا
  • المصرى متدين بطبعه والتدين مالى قلبه وبيحب الدين
  • المسلمون في الغرب لديهم مشكلة في تحديد الهوية الخاصة بهم
  • الدراما والإعلام والتعليم شركاء في عملية تجديد الخطاب الدينى
  • الأزهر استطاع الحفاظ على الوسطية المصرية
  • محمد صلاح مثل لما ربنا يفتح على عبد من عباده.. وهذا الموقف لن أنساه له

يبقى الحديث مع الدكتور عمرو خالد، دائما حقلا خصبا للمفاجآت، فالرجل الذي بدأ رحلته الدعوية منذ أكثر من عشرين عامًا، لا يزال يثير الجدل في كل خطوة يخطوها، أو تصريح يخرج منه، البداية كانت بالأعداد الكبيرة التي جذبتها طريقته في الدعوة، ثم بدأت الأزمات، فهناك من اتهمه بـ"التبسيط إلى حد التسفيه"، وهناك من ألقى عليه تهمة "صاحب الأجندات الخفية"، لكنه بين هذا الاتهام وذاك، التزم طوال السنوات الطويلة الماضية بـ"الصمت"، مؤكدًا أنه اعتاد الرد على الشائعات بـ"مزيد من الأعمال". 

الدعوة لم تكن الأمر الوحيد المثير للجدل في حياة الداعية، فالسياسة هي الأخرى كانت حاضرة في المشهد، حيث خرج "خالد"، ليؤكد أنه بصدد اقتحام مجال السياسة "على سنة الله ورسوله"، لكن ما هي إلا أيام قليلة، ليخرج بعدها الوافد الجديد على الحياة السياسية ليقدم اعتذاره عن عدم استكمال عمله السياسي، معلنًا عودته مرة أخرى لـ"الدعوة وأهلها". 

ملفات عدة وضعناها على طاولة الحوار مع الداعية عمرو خالد، الذي يرى أنه أصبح يستحق لقب "المفكر الإسلامي"، في مقدمتها بالطبع ملف "الدعاة الجدد"، الذي يرى "عمرو" أنه أصبح مصطلحا قديمًا، وثاني الملفات كان موقفه من الهجوم المتواصل عليه، حيث كشف تفاصيل عدة للمعارك التي أعلنت ضده خلال السنوات الماضية، كما تطرق الحوار إلى ملف تجديد الخطاب الديني، وتنقية التراث الإسلامي، وكان الحوار التالي:

بداية.. ما السر وراء الهجوم على برنامجك الجديد لهذا العام؟
سر الهجمة أن هناك بعض الناس غضبت مع بداية ظهور البرنامج دون أن تنظر إلى المحتوى الخاص الذي يقدمه، ومن العجب أن نجد بعض الأشخاص يدعون أنهم يحاربون التطرف، ومع ظهور من يواجه التطرف يحاربونه، فيصبح من غير قصد يغزى التطرف، وما يحدث ليس تنويرا أو حبا للوطن أو مواجهة للتطرف.

بالحديث عن المحتوى.. ما الجديد الذي يقدمه برنامج "السيرة حياة" للجمهور هذا العام؟
البرنامج يحمل اسم "السيرة حياة" ويتحدث عن العشر سنوات التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، والبرنامج يقوم في الأساس على إسقاط القيم التي وضعها النبي على المشكلات التي يعاني منها المجتمع في الوقت الحالي، سواء مشكلات اجتماعية أو نفسية، كما أن البرنامج سيتغلب على مشكلة الفرق الزمني بين حياة النبي والحياة المعاصرة، من خلال قاعدة مهمة وهى "نريد أن نعيش حياة النبي وليس عصر النبي" بحيث إن العصر يتغير من خلال الظواهر والأشياء التي تقوم عليها، لكننا نريد أن نعيش حياة النبي من خلال قيمه ومبادئه، والبرنامج اعتمد على هذه القاعدة وأن هذا التفريق دقيق جدًّا.

ألا يمكن اعتبار الهجوم على "السيرة حياة" نوع من تصفية الحسابات القديمة مع عمرو خالد؟
ليس لدى حسابات خاصة مع أي أحد كي تتم تصفيتها، لكن أن نتعامل مع الأشخاص دون النظر إلى المحتوى الذي يقدمونه فهذا خلل.

هل فكرت في الرد على هذا الهجوم؟
طبعًا لا.. كما أنني لدى فكر أقدمه من خلال البرنامج، والجمهور هو الحكم في هذا الشأن، ودائما يكون ردى من خلال العمل والفكر، وأردد دائما: لماذا لا نمتلك ثقافة الرد على بعض من خلال العمل وليس الاعتماد على سياسة التشويه؟!

صراحة.. لماذا أصبح عمرو خالد مثار جدل مؤخرًا؟
الجدل يرافقني منذ بداية ظهورى، وعمرو خالد دائما يهاجم لأنه يقدم الجديد ويبحث عنه، و"أنا مش بأعمل عمل تقليدى"، كما أننى شخص شديد الوضوح جدًا، ولا أتعامل بأجندات خفية، ولست مثيرا للجدل وإنما أقدم رسالة أدعى أنها مفيدة دائما، وهناك من لا يعجبه التجديد، والعجيب أن من ينتقد لا ينتقد ما أقوله أو أدعو إليه وإنما ينتقد تصورات أو اجتزاء لأشياء صغيرة.

في إطار الحديث عن الجدل الذي تثيره.. لماذا اعتزلت العمل السياسي مبكرًا بعد الإعلان عن تأسيس حزب جديد؟
حقيقة.. أدركت أنني أخطأت عند دخولى العمل السياسي وخرجت واعتذرت، مائة مرة، وقلت "احترامى لنفسى يخلينى مدخلش في حاجة مفهمهاش".

برأيك.. كيف تفسر أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد.. وما الأسباب التي تدفع الشباب لذلك؟
الإلحاد ظاهرة تاريخية، وترتفع وتهبط لعدة أسباب منها أسباب اجتماعية واقتصادية، ودينية، ومن أسبابها ما فعله المتطرفون في مصر، وما حدث في سيناء، ومن أسبابه أن كثيرا من هؤلاء الذين وقعوا في خطر الإلحاد لديهم الكثير من المشكلات النفسية، وهناك أيضًا من لديهم أسباب علمية، نتيجة أن البعض قدم الإعجاز القرآنى بطريقة خاطئة تخالف العلم، ثم اكتشف العلم بعد ذلك خطأ تلك التفسيرات، وهو ما كان سببًا في حدوث فجوة لدى البعض.

وما السبل المناسبة لمواجهة تلك الظاهرة؟
أفضل السبل لمواجهتها العلم، ومن جانبي عملت على ذلك من خلال برنامجى الأخير، "بالحرف الواحد"، لأنه كان برنامجا علميا جدًا ولابد من تقدير العلماء والتعامل مع العلم بأدب، والإسلام ليس ضد العلم بل يحترمه ويجله.

البعض يرى عمرو خالد رائد مدرسة "الشيوخ المودرن".. إلى أي مدى تتفق وهذا الرأي؟
الأمر أبسط من هذا بكثير، عمرو خالد رجل تلقائى، يقدم رسالته بشكل واضح ومبسط، دون تكلف، "شكلى كده وبيئتى كده ولم أتغير وحياتي الخاصة هي نفس حياتى على الشاشة"، والأمر أبسط من هذا بكثير والشكل الذي نقدمه هو نفس الشكل الذي أعيشه، وأؤكد أنني لم أتكلف أو أتقيد، وأريد أن أشير هنا إلى أنني لدى تحفظ على مصطلح الدعاة الجدد، فهى كلمة أصبحت قديمة، كما أنني في مجال الدعوة منذ عشرين سنة، "بدأت وأنا عندى 27 سنة وظهر حينها مصطلح الدعاة الجدد، بحب جدًا اللى أنا بعمله والرسالة التي أقدمها، وأنا مستمتع جدًا باللى بعمله، وربنا كرمنى بنعمة إنى بعمل حاجة بحبها، والدعوة ليست حرفة أو صنعة، وربنا اللى كرمنى بيها".

ما المدرسة العملية التي تعتمد عليها في البرامج التي تقدمها؟
المنهج الأساسي الذي اعتمد عليه هو التبسيط، والحب، وهذا سر تفاعل الأعداد الكبيرة من الشباب مع المحتوى الذي أقدمه، وليس هناك مدرسة تنشئ "بالزى" وإنما تنشأ بالفكر، واعتمد على التبسيط، وإرساء قاعدة مهمة لدى الشباب، وهي أنه لا صدام بين حياتك المعاصرة وبين الإيمان، والمتشددون كانوا يحاولون تصدير فكرة "إيمان التدين أو الحياة"، ومن جانبي نجحت في حل تلك المعادلة خاصة لدى الشباب.

صراحة.. هل تري نفسك داعية أم مفكرا إسلاميا؟
لن ينجح داعية لمدة عشرين سنة دون أن يكون معتمدا على فكر، وعمر دعوة ماتنجح من كلام مرسل فقط.

إلى أي مدى أثر الشيخ على جمعة في حياة عمرو خالد؟
لا أخفي أنني تتلمذت في مدرسة على جمعة، واستفدت منها كثيرا، ومدرسة الشيخ على جمعة تقوم على الإيمان بالتراث والإيمان بالتجديد.

كيف ترى الساحة الدينية في الوقت الحاضر؟
تم تصدير أشكال من التدين ليست هي الأقرب إلى الصحيح، وليست الأقرب أيضًا إلى الإسلام المستنير، ولا تليق بطبيعة المصريين، التدين المصرى الجميل السهل، والمصرى متدين بطبعه والتدين يملأ قلبه، ويحب الدين، و"إحنا مش محتاجين تعقيدات لفهم دينا"، ومن أجل هذا فالشعب المصرى يرفض التطرف ويلفظه، لأنه لا يتماشى مع طبيعته المؤمنة.

هل ترى أن الدعاة الجدد أفادوا المجتمع المصرى؟
بالتأكيد هذه النوعية لعبت دورًا في توعية المجتمع، ولا تزال تؤدى هذا الدور، وإذا تقيد هؤلاء الدعاة بمنهج علمى ومدرسة علمية، وفكر مستنير بعيدا عن التطرف والفتوى، فأهلا ومرحبًا لأنها تفيد المجتمع والشباب.

لكن هناك من يخالفك الرأى ويؤكد أن الدعاة الجدد لم يقدموا ما يفيد المجتمع.. تعقيبك؟
الأمور ليست بهذا التبسيط، وإنما يتم النظر إليها بمنظور مختلف، ودعني أتحدث عن نفسى، حصلت على دكتوراه علمية، وتعلمت في مدرسة علمية، وقدمت مجموعة من الأفكار منها في العمل الخير والفكر والدعوة، فبالتأكيد يكون نوع من الجحود الحكم على تلك التجربة أنها لم تترك أثرا، ويكفينى أني استطعت غرس بعض القيم في الشباب من خلال البرامج التي قدمتها.

كيف ترى قضية تجديد الخطاب الدينى؟
الموضوع أكبر من أن تقوم مؤسسة واحدة به لأنه يحتاج إلى نشر ثقافة، وبالتأكيد الأزهر لديه مسئولية في هذا الشأن، وهو يحاول السعي جاهدًا في هذا، ولكن لا يجب الاكتفاء بدور الأزهر فقط، فالدراما لها دور الإعلام والمنابر والتربية والتعليم وغيرها من المؤسسات، لأن الموضوع يتعلق بثقافة وطن.

كيف ترى دور الأزهر ومجهوداته فيما يتعلق بـ"ملف تجديد الخطاب"؟
الأزهر صرح من صروح الإسلام، ويحقق قيادة مصرية كبيرة، واستطاع الحفاظ على الوسطية المصرية، وحماها من خطر الوقوع في التطرف، ولابد من حماية الأزهر، وبطبيعة الحال فإن كل مؤسسة لديها إشكاليات.

هل ترى أن مصطلح تنقية التراث قابل للتطبيق على أرض الواقع؟
مبدئيا هناك تساؤل هام في هذا الأمر، وهو هل نحن نحترم التراث أم لا؟.. فهناك من نادي بهدم التراث، ولا توجد أمة في التاريخ تسعى لهدم تراثها، ومصطلح التراث يعني أن هناك فكرا متراكما لعقول عبر ألف وأربعمائة سنة، أنتجت ما يزيد على مليون كتاب.

◄وكيف ترى دعوات هدم التراث والاستغناء عنه؟
هذا غير ناضج علميًا، والحل يكمن في تنقيح التراث، وهناك حل لذلك، يقوم على أننا ناخد "مناهج هؤلاء المفكرين ونترك مسائلهم".

من خلال جولاتك الخارجية.. ما أبرز مشكلات المسلمين في الخارج؟
ما زال المسلمون في الغرب لديهم مشكلة هوية، فالأطفال الذين ينشئون في تلك البلاد في الغالب تكون لديهم مشكلة في تحديد الهوية التي ينتمون إليها، لذلك في في 2005 عندما سنحت لي الفرصة للعودة إلى مصر مجددًا لم أتردد للحظة، لأنى خشيت على أبنائى أن يكون عندهم مشكلة في الهوية.

بالحديث عن المصريين في الخارج.. كيف ترى ما يقدمه نجم المنتخب الوطنى لكرة القدم "محمد صلاح"؟
محمد صلاح مثال" لما ربنا بيفتح على عبد من عباده، واللى عايز يشوف مثل حقيقى للفتح الربانى على عباده وإزاى بيحصل ينظر لمحمد صلاح"، وهذا الفتح الرباني يكون مرتبطا بنفوس سليمة وإصرار وعزيمة على النجاح، وهنا أريد أن أذكر قصة حصلت بينى وبين صلاح، عندما كان يلعب في تشيلسي، قلت له يا محمد أنت قاعد على الدكة، فرد عليا وقالى إنه هيمشى، فأنا كانت وجهة نظرى إن حد ييجى تشيلسي ويمشى، فرد عليا وقالى" أنا عاوز ألعب مش عايز أقعد على الدكة وأخد فلوس.. حتى لو هلعب في حتة أقل" وهناك فرق بين شخص يصر على النجاح وشخص يسعى من أجل المال فقط.

ما الرسالة التي تود أن توجهها للشباب خاصة في أيام الشهر الكريم؟
هناك جملة تقول "خلق الله لى عينين لكى أرى العالم الخارجى، وأصوم لكى أرى عالمى الداخلى"، وعلى كل شاب أن يختار صفة سيئة لديه ويعمل جاهدًا خلال أيام الشهر على التخلص منها، وإذا لم نفعل ذلك فلن نستطيع رؤية عالمنا الداخلي، وأدعو كل شاب أن يتجه إلى ربنا ويصلح من نفسه.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
Advertisements
الجريدة الرسمية