رئيس التحرير
عصام كامل

المتهم بحرق زوجته في الدقهلية: «أشعلت النيران ونزلت ليراني الجيران»

فيتو

تجرد من كافة مشاعر الإنسانية، ونسي أنها زوجته "نصفه الحلو"، وألقى كل ما هو جميل من مشاعر وأوقات وعشرة طيبة خلف ظهره، وأحرقها على سرير الزوجية.


الشاب الثلاثيني "محمد م. م"، قتل زوجته "أميرة ح. ا"، حيث تعدى عليها بالضرب حتى سقطت مغشيا عليها، ووضعها على سرير غرفة النوم وأشعل النيران بها.

شهادة المحيطين والجيران
محمد كان في الشارع وقت الحريق، ومكانش في الشقة، وكان عند واحد صاحبه، هكذا أقنعهم الجاني بعد إشعاله النيران والنزول فورا للمرور بشوارع القرية؛ ليراه الجميع وقت حدوث الحريق، ولا يلومه أحد.

اعترافات المتهم بالنيابة العامة
قال المتهم أمام النيابة: «أنا شغال في شركة في السادس من أكتوبر من السبت للخميس من كل أسبوع، وعدت من عملي الخميس الماضي الساعة 12 ظهرا، وأسكن مع والدي ووالدتي، هم بالدور الأول وأنا بالثاني، ودخلت على أهلي تناولت الطعام، وصعدت لشقتي وتناولت الطعام مع زوجتي مرة أخرى، ثم غلبنا النعاس، ثم استيقظنا وصليت الظهر والعصر».

الغسيل والملابس المتسخة فتيل الأزمة
وتابع محمد: «طلبت من زوجتي أن تغسل ملابسي، وأخبرتها بنزولي للجلوس مع والدي ووالدتي، فطالبتنى بالمكوث قليلا، أقنعتها بأننا معا طوال الليل، وعندما رجعت وجدت ملابسي كما هي، لم يتم غسلها، فسألتها عن عدم غسيلها، فقالت لي: غدا إن شاء الله».

صفعة على الوجه وإغماء
وتابع محمد: «صفتها على وجهها، فحاولت خربشتي بأظافرها، فضربتها بقدمي، وحملتها وألقيتها على السرير، فاصطدم رأسها بطرف السرير الخشبي، وسقطت مغشيا عليها، ولم تحرك ساكنا».

إشعال النيران بالزوجة
وقال أيضا: "ذهبت إلى المطبخ وأحضرت قداحة، وأشعلت النيران بطرف ملاءة السرير، ونزلت للشارع مسرعا؛ لإلهاء الجيران وإبعاد أصابع الاتهام عني، ومكثت 5 دقائق ثم صعدت مرة أخرى، وتصاعد الدخان، فاستدعيت والدتي فصرخت، ودخلت الشقة، وفتحت الباب بمفتاحي".

تفحم الجثة
وأضاف: «فتحت الأبواب والبلكون ودخلنا لنجد جثة زوجتي متفحمة، وأطفأنا النيران، ولفيناها بملاءة، ونقلناها لشقة أخرى، واستمر الأهالي في إطفاء النيران».

المتهم للشرطة: الحريق بسبب ماس كهربائي
وقال شهود عيان أن المتهم قال للشرطة أن الحريق بسبب ماس كهربائي؛ لإخفاء جريمته، وأكد شهود العيان أن مأمور مركز شرطة السنبلاوين العقيد عصام الدين رضوان انفعل على المتهم، قائلا: "إنت إيه اللي عرفك إنه ماس"، إنت مش قولت ماكنتش موجود؟!! حق البنت دي مش هيضيع، وربنا يقدرني وأجيبهولها".

ندم وتأنيب ضمير
وأكد المتهم في اعترافاته أنه نادم على فعلته، ويطلب من الله السماح والغفران، وأنه اعترف بجريمته لإحساسه بتأنيب الضمير.

وأكد تقرير قسم الأدلة الجنائية بالدقهلية بعد رفع أثار الحريق، وتحليل عينات منه، أن الحريق نشب نتيجة إيصال مصدر حراري سريع ذي لهب مكشوف كعود ثقاب أو ما شابه ذلك، بمفروشات سرير غرفة النوم السهلة الاشتعال، مع تواجد جثة المجنى عليها على السرير.

وأشار التقرير الفني لقسم الأدلة الجنائية إلى وجود إحدى المواد المعجلة للاشتعال تعذر تحديدها؛ لما لها من خصائص سرعة التبدد والتبخر بفعل النيران، مؤكدا أن الحريق مفتعل.

تقرير الصفة التشريحية للمجنى عليها

ورد تقرير الطبيب الشرعي الذي يفيد بوجود حروق نارية تصل لدرجة التفحم الكامل، بكافة أجزاء الجثمان، وتآكل طبقات الجلد والعضلات، وأصبحت الجثة قطع جلدية متعددة، مع وجود تشققات حرارية متفرقة بالجسم، مؤكدا على عدم وجود ما يتعارض مع جواز حدوث الوفاة، كما ورد بالتصوير الوارد بمذكرة النيابة العامة.

وأجرت النيابة العامة معاينة تصويرية للجريمة مثل فيها المتهم الواقعة وسط حراسة أمنية مشددة، داخل المنزل محل الحريق، والتي تطابقت مع اعترافاته أمام النيابة العامة.

تحريات المباحث الجنائية
وأكدت التحريات التي أجراها الرائد أحمد فريد رئيس مباحث مركز شرطة السنبلاوين، قيام المتهم بإشعال النيران بغرفة النوم وزوجته على سرير الغرفة بعد أن تعدى عليها بالضرب وسقطت مغشيا عليها، واعتقاده وفاتها فأحرق الجثمان ليخفي معالم الوفاة، وتكون الوفاة بسبب حريق.

قرار الإحالة لمحكمة الجنايات
وأحال المستشار أيمن عبد الهادي المحامي العام الأول لنيابة جنوب المنصورة، المتهم "محمد م. م"، 34 سنة، فني إنتاج ومقيم كفر العنانية مركز السنبلاوين، لمحكمة الجنايات؛ لوضعه النار عمدا بمحل مسكون، نتج عنه وفاة "أميرة ح. ا" على النحو المبين بالتحقيقات، ولارتكابه الجناية المعاقب عليها بالمادتين 252/1 و257 من قانون العقوبات المصرى.

وأكد محمود النجار محامي المجنى عليها، أن المتهم ارتكب جناية يعاقب عليها القانون بالإعدام، طبقا للمادة 257 من قانون العقوبات واعترافات المتهم والصفة التشريحية وتقرير الأدلة الجنائية والمعاينة التصويرية للواقعة وتحريات المباحث تؤكد أنها جريمة مكتملة الأركان.
الجريدة الرسمية