رئيس التحرير
عصام كامل

أحلام عبد الصمد تكتب: انفراجة في أزمة منظومة التعليم جديدة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مخطئ من يعتقد أن الحقيقة يمتلكها أحد، هذا ما لفت نظري حول نقاش منظومة التعليم الجديدة، ففريق يري أن المنظومة جيدة، محاولا أن ينفذها بأسرع وقت ممكن، أخذا حجته بأن تحريك المياه الراكدة خير مما نحن فيه من نظام تعليمي في أدنى مستوياته. 


لكن هذا الفريق لم يعلم أن هذه التجربة ليست بالهينة، فهي بالإضافة أنها في عقول أمة، فإنها ستكلفنا الكثير من الأموال، فضلا عن مصادر تمويل هذه الأموال في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني فيها بناء البلاد من جديد، وها هو بعبع صوت يزيد من تخوف المعارضين وهو كلمة دين أو قرض لعملية التطوير، فهل ستتحمل البلاد ديونا جديدة تتراكم بفوائدها فوق الديون السابقة، التي سيتحمل عبئها هؤلاء الأجيال التي نسعي لإجراء هذه التجربة الجديدة عليهم، ليظهر بعبع آخر بذكرياتنا القاسية معه، وبنواياه الخفية وشروطه القاسية وهو (صندوق البنك الدولي) فيما سيفرضه علينا من الشروط التي قد تكون خطة تعليمية مزدوجة، ليعلم هو أبناءنا دون أن نستطيع أن نتدخل في هذه العملية إلا كما يرسم لنا من خطوط لا يجب بل لا يمكن أن يتعداها أحـد، فنجد أنفسنا وعقول أبنائنا دمي في يد هذا الصندوقـ الذي يذكرني بتعليق الرئيس الراحل مبارك عليه (صندوق النكد الدولي).

ويتحجج المدافعون عن هذا القرض بأن مصر من حقها الاقتراض منه، لأنها شريك فيه، وكلها حجج واهية، فلابد أن يضع شروطه علينا، ولا نملك أمامها إلا التنفيذ.
وفريق متحمس لتجري على يديه هذه التجربة لنهضة التعليم، إلا أن ما طمأنني ويطمئن الجميع هو كلام دكتور جمال شيحة رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، الذي أشار إلى بعض الملاحظات والنقاط التي يجب أن يتفق عليها الجميع، لضمان نجاح هذه المنظومة، وأشار إلى حوار مجتمعي يشارك فيه أعضاء هيئة التدريس أنفسهم بنقاش هذه المنظومة، وأشار أيضا لعدم التسرع في تطبيق هذه المنظومة حتى يتم تدريب هؤلاء المعلمين، وتجهيز المدارس حتى ولو تأخر تطبيقها عاما دراسيا.

والذي أثلج صدر الكثيرين هو رفضه لقرض صندوق النقد الدولي، موضحا أن شروط هذا القرض منشورة على موقع الصندوق، وبها ما بها من إجراءات قاسية على المصريين، وأشار دكتور جمال شيحة إلى أن الدراسة سيتم عرضها على مجلس النواب إذا تم عرض هذا القرض على المجلس والرأي النهائي للمجلس قائلا: وسيعلم الجميع أن هناك مجلس نواب في مصر حقيقي، والذي اتضح من قبل في مطالبة نحو ثلاثمائة نائب وتوقيعهم طلب زيادة نسبة التعليم في الموازنة الجديدة، مطالبين بأن يكون تطوير العملية ومرتبات المعلمين لها النصيب الأكبر، لأن المعلم هو محور العملية التعليمية واللاعب الرئيسي لنجاحها.
Advertisements
الجريدة الرسمية