رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وانحرفنا بالشهر الكريم!!


واقع الحال يقول إننا ننحرف بالشهر الكريم عن غايته المثلى، لنفرغه من مضمونه الحقيقي الداعي للاعتدال والاقتصاد في الاستهلاك، والحث على التوفير والادخار.. وبدلًا من أن نكون قلوبًا رهيفة تتصدق وتتراحم فيما بينها، وتقتصد في الطعام والشراب، صرنا قلوبًا غليظة تصرف وتبذر، وبطونًا تلتهم ما يصل إليها حتى صارت أوعية شر.


ولم نكتف للأسف بالإسراف في الطعام والشراب فحسب، بل في مشاهدة المسلسلات والأفلام والبرامج على اختلافها، حتى صار صيامنا مجروحًا.. كما صار إسلامنا بفعل بعض المنتسبين إليه زورًا وبهتانًا متهمًا بالإرهاب والتطرف وهو من ذلك كله براء.

ويبدو طبيعيًا في ظل ما وصلنا إليه من نهم استهلاكي وكثرة الطلب على السلع والخدمات، أن ترتفع الأسعار بالحق والباطل، وهو ما يضطر الحكومة لضخ موارد إضافية، لدعم تلك السلع والخدمات مما يرهق ميزانية الدولة..

ويطرح أسئلة عديدة: فكيف يصنف المصريون مثلًا بأنهم أكثر أهل الأرض تدينًا، وفي الوقت نفسه أكثرهم استهلاكًا وسهرًا وإسرافًا.. لماذا نتمسك بأداء العبادات شكلًا، ثم نهدر روحها في سلوكياتنا وتعاملاتنا.. كيف نصوم عن الحلال في نهار رمضان ثم نفطر على المسلسلات والبرامج التي يخاطب كثير منها الغرائز، وينمي العنف ويحرض على الاستهلاك والجمود العقلي والكسل والكسب دون عمل أو إنتاج حقيقي نافع للمجتمع؟!

ومن العجيب أن تداهمنا إعلانات التنويه عن مسلسلات وبرامج رمضان قبله بأسابيع، وقد تجاوز عددها الثلاثين تطارد عقل المشاهد بما تتضمنه تلك الأعمال التي تنتسب بهتانا لهذا الشهر الكريم.. ولست أدري كيف سيوفق بينها المشاهد.. ومن أين سيجد الوقت الكافي لمتابعتها جميعًا في وقت واحد.. وهل قصد صانعوها التنافس على التهام كعكة الإعلانات، أم السيطرة على عقول الناس أم إلهاءهم وشغل أوقاتهم.. أم تحقيق ذلك كله في وقت واحد؟!.. ماذا لو أن أعمال رمضان تصدت لمشكلات وقضايا الوطن الحقيقية.
Advertisements
الجريدة الرسمية