رئيس التحرير
عصام كامل

مات أخطر رجل في العالم.. مات «برنارد لويس»!


كثيرون يعرفون أن هناك مؤامرة على وطنهم، ولكن لا يعرفون أن هناك مهندسا لها هو "برنارد لويس" الذي رحل أمس، وكثيرون يعرفون ما يسمي بـ"الربيع العربي" ومنهم من يعرفون أن أجهزة مخابرات ومنظمات صهيونية أدارت هذا الملف كله، لكن أغلبهم لا يعرف أنه حتى تلك الأجهزة والمنظمات استعانت بالكثيرين من أجل ذل،ك لكن من بين الكثيرين يبدو اسم "برنارد لويس" الأبرز والأخطر!


ببساطة.. هذا الرجل هو صاحب خطط تفجير المنطقة، وإعادة تقسيمها بإشعال الحروب الطائفية والمذهبية والقبلية التي ستنتهي كما يري إلى دويلات صغيرة تؤدي إلى هيمنة دولة واحدة هي إسرائيل! وهذا الرجل قال "إن غالبية دول الشرق الأوسط مصطنعة وحديثة التكوين، وإذا تم إضعاف السلطة المركزية إلى الحد الكافي، فليس هناك مجتمع مدني حقيقي يضمن تماسك الكيان السياسي للدولة، ولا شعور حقيقي بالهوية الوطنية المشتركة، أو ولاء للدولة الأمة، وفي هذه الحال تتفكك الدولة مثلما حصل في لبنان إلى فوضى من القبائل والطوائف والمناطق والأحزاب المتصارعة"..

ورغم هذا الكلام الصريح جدا، ورغم ظهور ما أسموه في الغرب بـ"مبدأ لويس" وهو يحتاج إلى عدة مقالات لشرحه وشرح أفكار الرجل الشيطانية وخططه ضد المنطقة كلها، إلا أن أخطر ما قاله على الإطلاق تحدث عنه في كتابه الجهنمي على الإطلاق "مستقبل الشرق الأوسط" الذي يمس بلادنا بشكل مباشر، وملخصه يقول "إن على شعوب المنطقة أن تتخلى عن تاريخها وقيمها وتراثها، وأن تسلم للغرب بالهيمنة ومقاليد كل شيء"!

هل يحتاج الأمر إلى تفسير ؟؟!! الرجل يحددها صراحة "تاريخها وقيمها وتراثها"! وهو يقصد طبعا تراثها الثقافي والوطني المستهدف الآن بالفعل، وعلنا مع "تاريخنا وقيمنا" وعلي أغلب الشاشات من مدعي العلم إلى الدراما المبتذلة التي تستهدف تفكيك الأسرة لتفكيك المجتمع كله في الصميم، وهو ما نحذر منه منذ فترة طويلة، وهو بالكامل يخضع لمظلة حروب الجيل الرابع!

ملاحظتان تتبقيان.. الغرب استعان بالمتخصصين وأهل الذكر في مخططه.. والثاني أن خطط برنارد تسير في بلادنا بأيدينا.. وهو ما يحتاج إلى مواجهة أكبر وبالوعي الكامل بها.. لقد رحل لويس لكن خططه لم ترحل معه !
الجريدة الرسمية