رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ما يحدث.. هو العكس تماما!


لعل منطق الأشياء يقول إن تناول وجبتين اثنتين فقط في يوم رمضان هما الإفطار والسحور من شأنه أن يقلل معدلات الاستهلاك، لا سيما استهلاك الغذاء.. لكن ما يحدث عندنا- وهذا هو المدهش- هو العكس تماما؛ ذلك أن استهلاك المسلمين للغذاء في رمضان يفوق ما يَستهلكونه على مدار العام كله، حيث يزداد فيه اِلتهامهم للطعام وإهدارهم فوائضه، ويشتد ضغطهم على السلع والخدمات وهو ما ينطوي على تناقض صارخ بين ما أوصى به الإسلام أتباعه وبين واقعهم الفعلي وسلوكياتهم اليوم..


ومن أسف أن هذا المسلك المعيب يتفاقم عامًا بعد عام.. فهل يعقل أن تضرب حمى الاستهلاك النهم عالمنا الإسلامي حتى إن حجم إنفاقه على الطعام وحده يتجاوز مليارات الدولارات في رمضان وحده ولم تنجُ مصر من تلك الآفة بل لعلها الأكثر استهلاكًا وإسرافًا بين قريناتها رغم اعتمادها على الاستيراد الذي يتجه أغلبه إلى الغذاء.

وليس بمستغرب والحال هكذا أن ننحرف بالشهر الكريم عن غاياته المثلى لنُفرغه من مضمونه الحقيقي الداعي للاعتدال والاقتصاد في الاستهلاك والحث على التوفير والادخار.. وبدلًا من أن نكون قلوبًا رهيفة تتصدق وتتراحم فيما بينها وتقتصد في الطعام والشراب صرنا قلوبًا غليظة تسرف وتبذر وبطونًا تلتهم ما يصل إليها حتى صارت أوعية شر وبيتًا للداء والعلة وسببًا في الخمول والتراخي والكسل.
Advertisements
الجريدة الرسمية