رئيس التحرير
عصام كامل

الطرد من سوريا.. بوتين يقلب الطاولة على الحلفاء في بلاد الشام

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبشار الاسد الرئيس السورى

في إعلان أثار تساؤل الرأي العام العالمي طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الأسد بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا، وذلك ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول مقصد الرئيس الروسي من القوات الأجنبية خاصة أنه يوجد على الأرض السورية عديد من القوات الأجنبية، بدءًا من القوات الإيرانية، ثم قوات حزب الله اللبناني، مرورًا بالقوات التركية والروسية.


من المقصود؟
على الرغم من إعلان بوتين الذي أثار العديد من التساؤلات خرج المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشئون التسوية السورية، ألكسندر لافريننييف، أن تصريح بوتين، حول سحب القوات الأجنبية من سوريا يخص جميع الجهات باستثناء روسيا، إلا أن العديد من التقارير الإخبارية العالمية لفتت إلى أن تصريحات الرئيس الروسي تصب باتجاه أن المقصود تلك القوات التابعة لإيران وحزب الله اللبناني.

وبحسب مراقبين أنه إن صحت هذه التقديرات، فإن يدًا إسرائيلية يرجح أنها تدخلت نحو هذا الهدف، الذي لطالما طالبت به تل أبيب مرارًا، ومؤخرًا اندفعت نحو مواجهة عسكرية محدودة لتحقيقه.

طلب إسرائيلي
في زيارة غير عادية، وصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا إلى روسيا للقاء بوتين، في وقت كانت حالة التوتر فيه بين تل أبيب وطهران بلغت ذروتها على الأرض السورية، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات على طهران من جديد إلى جانب قصف طيران الاحتلال لعدة أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية، ما زاد من اشتعال الأوضاع.

وصرح نتنياهو بعد ذلك اللقاء أن الملف الإيراني استحوذ على معظم أوقات القمة مع بوتين.

استهداف الوجود الإيراني
وتهدد إسرائيل بمواصلة استهداف أي وجود إيراني في سوريا، وتواصل بين الفينة والأخرى قصف منشآت عسكرية في دمشق، منها ما هو تابع للجيش السوري، ومنها ما يتبع لإيران.

وبحسب المراقبون أن استهداف مقومات نظام الأسد يحرج روسيا بصورة أخرى، وتسعى بدورها لمواصلة إمساك العصا من المنتصف بين إيران وإسرائيل.

افتراق المصالح
ومن جانب آخر، يفهم من الدعوة الروسية بحسب مراقبين، أنها موجهة بالأساس إلى إيران، كما أنها تأكيد على افتراق المصالح بين موسكو وطهران، وإن كان الخلاف لا يزال بعيدًا عن الأنظار.

ووفق مقالة لمركز الروابط للبحوث والدراسات، يرى محللون أن تأكيد الرئيس الروسي على سحب “جميع القوات الأجنبية” لا يترك أي مسوغ لاستثناء وجود إيران والميليشيات الحليفة لها في سوريا، وإلا لكان بوتين قد حث تركيا أو الولايات المتحدة بشكل مباشر على الانسحاب.

سيناريو الانسحاب
توجد على الأرض السورية قوات أجنبية عديدة، وكل قسم منها يتبع لدولة تسعى لتحقيق مصالح إستراتيجية من الوجود في سوريا.

وهذا ما يعقد أي سيناريو للانسحاب من سوريا، في ضوء الحل السياسي الذي بات يتزايد الحديث حوله خلال العام الأخير.
الجريدة الرسمية