رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عمرو خالد والدجاج.. عندما يتحول الدين إلى «دكان بقالة»

فيتو

سقط الداعية الإسلامي، عمرو خالد، في فخ كبير، نصبه هو بنفسه لـ «نفسه»؛ فالرجل الذي يحب الأضواء، ويفتتن بها، وقع في خطيئة كبرى، باشتراكه في إعلان تسويق شركة دواجن الوطنية السعودية، وليس هذا وحده، بل اختار «الداعية» ديباجة إسلامية خالصة، وخلط الحابل بالنابل، لإضفاء حالة من البركة والروحانيات لتمييز «فراخ الوطنية»، عن غيرها.


ربط خالد في إعلانه، بين أداء العبادات والاهتمام بالصحة، التي تحتاج في المقام الأول، إلى تناول طعام صحي، بحسب تعبيره، وعبر عبارات دينية واضحة، قدم الداعية الشيف «آسيا عثمان»، والتي اعتبرها أفضل مطورة للأكلات الصحية بحسب وصفه، ليبدءا معا وكل منهما بحسب ما يجيد، في مدح دجاج الوطنية، ليتمادى "خالد" و"تأخذه الجلالة"، ليفجر مفاجأة كبرى، بربط تناول الفراخ السعودية، بالارتقاء إلى الله في التراويح، وقيام الليل.

تعود عمرو خالد على إثارة الجدل، منذ اعتلائه منصة الشهرة، وكانت المصائب المترتبة على سقطاته تلاحقه، سواء قصد أم لم يقصد، بعدما تحول إلى داعية لا يشق له غبار، وناصح أمين، تتحجب على يديه الفنانات، وزوجات وبنات كبار رجال الساسة والحكم، إلا أن الأعوام الماضية، شهدت تهاوي نجمه، وإحالته إلى التقاعد، بسبب توظيفه المتكرر للدين في السياسة، بجانب أمور أخرى، لا يمكن التعامل معها دينيا، وساق نفسه عن رغبة وإرادة كاملة إلى مجاهل النسيان، مما جعل الرجل خارج حسابات القنوات الفضائية التي كانت تلهث خلفه قبل سنوات قليلة.

جاء إعلان الدجاج، ليذبح مجد عمرو خالد مرة أخرى، الأمر الذي دعاه لحذف الإعلان من حساباته على السوشيال ميديا، وبسبب رجع الصدى السيئ والهجوم المتواصل على الداعية، سارعت الحسابات التواصلية لشركة دواجن الوطنية السعودية، إلى سحب الإعلان من كافة صفحاتها هي الأخرى، إلا أن النشطاء الذين احتفظوا بنسخة من الفيديو، أعادوا نشره على نطاق واسع، ليصبح الرجل الذي كان وراء هداية الكثيرين، هو نفسه أحد أسباب نفورهم من رجال الدين، وتغليب لغة العقل على كل تصرف، يصدر عن الإنسان حتى لو كان مخالفا لكهنة المعبد.

يقول الناشط السعودي مطلق ندا في تعليقه على إعلان خالد: منذ ١٥ عاما لم أترك لعقلي "فرصة" أن يبقى في سوق بائعي الكلام، ما جعلني أستمتع بحرية التفكير والقرار في كل ما بيني وبين ربي من علاقة، معتمدا على قراءتي الشخصية، وفهمي الظاهر للنص القرآني وقناعتي العقلية بالحديث حسب موافقته للعقل، والمنطق فسلم عقلي وسلمت.

ومن الحديث عن العقل إلى السخرية، قال حماد الشمري: «بعد فترة بيطلع بدعاية عن الرز ودوره في الخشوع في صلاة التهجد، مردفا، الدين بالنسبة لهذه العقول أشبه بالبقالة».

بينما رأى المغرد السعودي الشهير، إبراهيم السليمان، أن عمرو خالد مجرد حكواتي، اختار القصص الإسلامية، وأضاف عليها دغدغة العواطف مع بعض تعابير الوجه، فصدق بعضنا أنه رجل دين، ليرد عليه الدكتور منذر القباني، مؤكدا أن الاسترزاق من الدين ظاهرة إنسانية قديمة، مردفا: المشكلة ليست في هؤلاء، ولكن فيمن لا يزال يصر على تأجير عقله لهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية