رئيس التحرير
عصام كامل

«وفاءً لمصر» تدخل السعادة على أطفال أبو ريش بـ«تجديد 4 غرف عمليات»(فيديو)

فيتو

في الوقت الذي يلعب فيه الأطفال ويلهون بالشوارع والمتنزهات وهم في سعادة بالغة ترى النقيض تمامًا في مستشفى أبو الريش الجامعي، فهناك أطفال لا يعرفون إلا الألم والصراخ، والفرحة لا تجد لهم طريقًا فالأوجاع تكسو المكان بمن فيه، فمن الناس من يشعر بهم ومنهم من لا يشعر.


بمجرد أن تدخل مستشفى أبو الريش المنيرة ما عليك إلا أن تنظر يمينًا ويسارًا لتشاهد كم المعاناة والألم التي يتذوقها أطفال وضعتهم الأقدار ليكونوا طريحى الفراش بدلاً من أن يملؤوا الحدائق والمنتزهات ضحكات وابتسامات. 

مشاهد عديدة كلها ألم وأوجاع تحيط بجدران هذه المستشفى، إلا أن ما يسعد الإنسان أن ترى مؤسسات وأشخاص حريصون كل الحرص على أن يخففوا أوجاع الأطفال بصورة أو أخرى، ولعل أكثر المؤسسات حرصًا على مد يد العون لأطفال أبو الريش هي مؤسسة "وفاءً لمصر" التابعة للبنك العربي الأفريقى الدولي.

ويوم الأربعاء الماضي، أي قبل شهر رمضان المبارك بساعات قليلة، كان الخبر السار الذي زفته مؤسسة وفاءً لمصر لأطفال أبو الريش وهو المرحلة الثانية من تطوير وتجهيز وحدة الجراحة العامة بمستشفى الأطفال الجامعي (أبو الريش المنيرة) بحضور حسن عبد الله - رئيس مجلس أمناء المؤسسة، والدكتور فتحي خضير-عميد كلية طب القصر العينى، الشعور الذي غمر حسن عبد الله، رئيس أمناء مؤسسة وفاءً لمصر وكل العاملين بالمؤسسة ظهر جليًّا على وجوههم أثناء تفقد غرف التطوير، وكان يتلمس كل قطعة من المعدات وكأنها شيء منه. 

وأثناء حديثه ظهرت ملامح السعادة على الرجل الذي أكد أنه منذ الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء الماضي حتى وقت قدومه مستشفى أبو الريش كان يشعر بالضيق إلا أن السعادة وجدت لقلبه طريقًا عندما شاهد التطويرات الكبيرة التي حدثت في المستشفى إذ شملت أعمال التجديدات لهذه المرحلة التطوير والتجديد لـ٤ غرف عمليات والعناية المركزة وتجهيز وإحلال غرف إفاقة بسعة ٦ أسرة وإحلال وتجديد غرف تغيير الملابس للأطباء وطاقم التمريض.

وبابتسامة كبيرة قال حسن عبد الله للحضور أن للمؤسسة تاريخًا طويلاً من التعاون المشترك مع جامعة القاهرة ومستشفيات طب القصر العيني بدأت منذ عام 2003، ويأتي ذلك إيمانًا بحيوية دور المستشفيات الجامعية في توفير أفضل الخدمات والرعاية الطبية للمرضى، بالإضافة إلى تقديم الخدمات التعليمية والتدريبية للأطباء وأطقم التمريض مما يعمل على رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة". 

وأضاف عبد الله: "اليوم نحتفل بافتتاح مشروع ضخم من شأنه أن يساعد على الحد من قوائم الانتظار التي تشكل التحدي الأكبر نحو توفير خدمة طبية متميزة لآلاف المرضى المترددين من كل أنحاء الجمهورية".

وقد انتهت المؤسسة في عام 2015 من أعمال تطوير المرحلة الأولى لنفس المشروع الذي يتكون من التطوير والتجهيز لغرفتي عمليات، بالإضافة إلى إحلال وتجديد وحدة ما قبل العمليات وغرف إفاقة هذا إلى جانب قيام المؤسسة بتوفير أجور إضافية لطاقم التمريض وتحمل تكاليف بعض العمليات لعدد من المرضى شهريًّا وتوفير خدمات التعقيم والنظافة لغرف العمليات.

ولهذه الجهود الأثر الأكبر في إجراء أكثر من 12.209 عملية جراحية التي نجحت في تقليص قوائم الانتظار من تسعة أشهر إلى ثلاثة أشهر. ومن المتوقع أن تتقلص قائمة انتظار الوحدة بعد افتتاح المرحلة الثانية إلى شهر واحد على أقصى تقدير.

وقال الدكتور فتحي خضير-عميد كلية طب القصر العيني: "إن لمؤسسات المجتمع المدني دورًا مهمًّا في تطوير المنظومة الطبية بمصر وخدمة آلاف المرضى، واليوم نحتفل بنموذج ناجح من التعاون مع مؤسسة مالية رائدة تعمل على الارتقاء بالقطاع الطبي لتحقيق التنمية المستدامة التي تنشدها مصر

وأضاف الدكتور هشام الساكت، أستاذ جراحة الأطفال ومدير مركز التعليم المتطور بالقصر العيني: "أن التعاون المثمر مع مؤسسة وفاء لمصر من البداية في أعمال تجديدات المرحلة الأولى من تطوير وحدة الجراحة العامة وتجهيزها أدت إلى انخفاض ملحوظ في قوائم انتظار مرضى العمليات الجراحية وسيسهم هذا العمل في تقليص معدلات قوائم انتظار المرضى بافتتاح المرحلة الثانية". 

وأشاد بالاستجابة الكريمة للمؤسسة لتجديد قاعة مركز المؤتمرات الكبرى والمتحف الأثري لكلية الطب -قصر العيني- الذي يعد ثاني مراكز مؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة وستُفتتح قريبًا". 

وستبدأ المؤسسة في أعمال تجديدات المرحلة الثالثة والأخيرة وستشمل إحلال غرف الرعاية المركزة وتجديدها، ورفع عدد الأسرة من ٣ إلى ٦ أسرة مع كامل التجهيزات الطبية اللازمة وتجديد قاعة المحاضرات ووحدة زرع الكلى. 

وقد أنشئت مؤسسة وفاء لمصر في عام 2007 من جانب البنك العربي الأفريقي الدولي لتطوير قطاعي الصحة والتعليم بمصر إيمانًا بأن المصري يستحق أفضل مستوى من الصحة والتعليم.
الجريدة الرسمية