رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الفنان يوسف إسماعيل: مشروع «مجمع مسارح العتبة» سيكون بمثابة مزار ثقافي رائع يليق بمصر

فيتو





  • لدينا كنوز وتراث كبير يضيع بسبب التعقيدات الموجودة
  • أتمنى أن يكون لهيئة قصور الثقافة دور أكبر من ذلك في دعم المسرح
  • عرض «ليلة من ألف ليلة» سيعود ليقدم موسمه الرابع ثاني أيام عيد الفطر
  • بروفات «المعجنة»، مستمرة يوما أو يومين فقط في الأسبوع
  • «اختفاء» مسلسل اجتماعي خفيف لا علاقة له بـ«النكد» مطلقا
  • دور المسرح ضعف قليلا لكنه لم ينته
  • «حي على بلدنا» أمسية رمضانية واستعادة لما قدمه المسرح القومي قبل 20 عاما
  • وزيرة الثقافة تمكنت من حل أزمة المسرح القومي «عشان إيديها في الشغلانة»
  • هناك بروتوكول بين البيت الفني و«دي ام سي» لتسجيل مسرحياتنا ولكن لم يوقع حتى الآن
  • «المعجنة» سبعرض عقب كأس العالم.. ولا توجد به أي مشكلات في الإنتاج أو التأليف

هو أحد علامات القاهرة الخديوية البارزة، استمر ليكون شاهدا على حقبة السيادة المصرية على مجالات الفنون، وكافة الأحداث التي مرت بها العاصمة على مر العصور، وسنوات تأثيرها في ثقافة المنطقة، وريادتها، وسطوتها على القوى الناعمة حينها.
«المسرح القومي»، والذي أسسه الخديو إسماعيل ليكون منارة ثقافية، وشعاعا، يستند عليه، بالرغم من ملاحقة الكثير من الأزمات له في العقود الأخيرة كغيره من المنابر الفنية والفكرية، إلا أنه عاد مجددا ليقدم عروضه، ولياليه الفنية للجمهور.

حاورت «فيتو»، الفنان يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومي، وطرقت أبواب كافة الأزمات التي واجهت المسرح في الفترة الأخيرة، والتحديات التي ينتظرها، والمشروعات التي من الممكن تطويرها، كما تطرقت للعروض التي يقدمها، ونجاحاتها، وإلى نص الحوار:


*بداية.. حدثنا عن طبيعة عرض «حي على بلدنا» الذي يقدمه المسرح القومي في رمضان.. وكيف تم الاتفاق مع أمين حداد؟
«حي على بلدنا» يتميز باللغة الدرامية المصرية، من الممكن أن يطلق عليه أيضا «أمسية»، لكنها ليست بالمعنى الحرفي المجرد لها المتداول عند الجمهور، حيث إن بها حركة مسرحية كاملة، وفرقة موسيقية، والممثلون يقدمون أدوارهم بشكل فني منظم، والنص هو أحد أشعار الراحل فؤاد حداد، وإعداد أمين فؤاد حداد.

*كيف تم الاتفاق بين المسرح القومي وأمين حداد.. ولماذا اختير الشاعر الراحل؟
في الواقع المسرح القومي يقدم منذ 3 سنوات أمسيات في ليالي رمضان أقرب إلى الصوفية، فكان قرارنا أن تكون الأمسية الثالثة بشكل يتحلى بالتجليات الدينية الموجودة في رمضان، في استعادة لما قدمه المسرح القومي أيضا قبل 20 عاما، في أمسية كانت موجودة لفؤاد حداد، والمخرج أحمد إسماعيل، ورشدي الشامي، فقلنا لماذا لا تعاد مجددا بشكل مختلف وبفنانين جدد.
قمنا بتجديد شخصيات العمل بممثلين حاليين، كأشرف عبد الغفور، ومفيد عاشور، ومروة ناجي، ومحمد عزت، وغيرهم.
كان اختيارنا لفؤاد حداد، في الحقيقة لأنه بمثابة المنقذ دائما، بخياله الشعري والأدبي بشكل عام، عند سباحتك فيه تجد كل ما تحتاجه في كافة المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية، كما لايخفي على أحد أنه علامة من علامات رمضان الخالدة، بروائع «المسحراتي»، التي ظل يقدمها على مدار 30 عاما.

*أزمات كثيرة واجهت المسرح القومي قبل تدخل وزيرة الثقافة لإعادة افتتاحه في فبراير الماضي.. ماهي كواليس الأزمة وتفاصيل الحل؟
الأزمة بدأت عند تقديم استشاريي عملية تطوير المسرح، والتابعين لشركة حسن علام القائمة على المشروع بعض الملاحظات التي يترتب عليها ضرورة صرف بعض المستحقات المالية للشركة، فردت إدارة البيت الفني للمسرح بأنها لن تتمكن من صرف تلك الأموال لأن هناك مستخلص ختامي يستوجب تنفيذ الملاحظات أولا، وفي نهاية المشروع يتم تسليم المقررات المالية الموجودة بالفعل في ميزانية البيت الفني، ووزارة الثقافة؛ لتطوير المسرح القومي.
قامت الشركة بعد ذلك بسحب عمالتها الفنية والمتخصصة، في أجهزة الإنذار والتكييف، والدفاع المدني وغيرها، واستمر الحال على ذلك لمدة عامين ونصف، إلى أن تدخلت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وتوسطت بنفسها وطلبت من الشركة أن تستمر في عملها، وأوضحت لهم كيفية صرف وخروج الأموال في القطاع الحكومي، كما وعدتهم بصرف المستحقات، وبالفعل خرجت دفعة تأمين وعادوا إلى العمل مجددا.
تستمر الآن المراحل النهائية للتجديدات، والتي لابد أن تنتهي قبل 30 يونيو المقبل، والسنة المالية الجديدة، لأنها في حالة لم تصرف المبالغ المقررة، ستعود للخزانة مرة أخرى، وسيترتب على ذلك تقديم طلب جديد بالأموال.

*إذن.. هل كان هناك شبه تقاعس من القائمين على وزارة الثقافة سابقا؟
صراحة.. ليس تقاعسا بقدر ما هو عدم إدراك لطبيعة الحل السليم، الدكتورة إيناس بحكم كونها مديرة مسرح سابقة، تعاملت مع مثل هذه الأمور كثيرا، كما إنها كانت على رأس إحدي الصروح الثقافية الضخمة، وهي دار الأوبرا المصرية،«إيديها في الشغلانة زي ما بيقولوا»، فتمتلك الكثير من الخبرات في التعامل مع مثل هذه الأزمات، وضعت يدها على المشكلة فور توليها الوزارة، بالإضافة إلى أنها تعاملت بصرامة مع من كان يريد أن يتقاعس في لجنة المشروع.

*كان هناك مشروع طرح حينما كان هاني مطاوع رئيسا للبيت الفني.. يتمثل في مجمع فني يشتمل على مسارح «الطليعة والعرائس والقومي» لوقوعهم في منطقة واحدة.. وإحاطتهم بسور في محاكاة لدار الأوبرا.. هل من الممكن أن يتم تنفيذه حاليا وما العائد المترتب عليه؟

بالفعل كان ذلك المشروع مطروحا وأعيد التفكير فيه عام 2015، بالعكس يمكنني إخبارك بأنه من الممكن أن يضاف إليه مسرح رابع، وهو مسرح مبنى البريد، المبني على طراز مسرح «الكوميدي فرانسيز» في فرنسا، وأقيم به حفل افتتاح قناة السويس أيام الخديو إسماعيل.
بالتأكيد إذا تم تنفيذ ذلك المشروع ستتحول منطقة العتبة إلى نعمة، ومزار ثقافي رائع، بعدما أصبحت صداعا، تلاحقها أزمات المرور والمواصلات، الأمر يحتاج إلى إرادة حقيقية، وتنسيق حضار جديد، وإعادة ضبط للمنطقة، وتشكيلها مرة أخرى.
من الممكن أن يكون بالفعل صرحا يليق بمصر العاصمة الثقافية المهمة في المنطقة العربية، والأفريقية، والتي جزء من ذلك يعود لما تملكه من الثقافة، والقوي الناعمة والفنون، كل ذلك يعد بمثابة المقاومة لكل ما هو إرهابي وبتر الأفكار المتطرفة، من خلال مناشدة وجدان البشر السليم قبل عقولهم، وتقديم محتوى راقي، يمنع مروجو الأفكار الرجعية والمفاهيم المغلوطة من إيجاد بيئة خصبة لذلك.
أكبر ميزة للمشروع أيضا، إنه غير مكلف لأن المسارح والأماكن المستهدفة موجودة بالفعل، كما يمكن ضم حديقة الأزبكية، وتكوين منارة ثقافية، ستصبح أقوي من الأوبرا، من خلال تقديم عروض متنوعة سواء بمسرح الطليعة الذي يقدم عروضا تجريبية وشبابية، والقومي الذي يقدم الكلاسيكيات العالمية والمصرية، ومسرح البريد هو بالأصل مسرح غنائي قديم، سيجبر الجمهور الذي سيحضر إلى العتبة أن يصاب بالحيرة في أي عرض سيشاهده.
بالإضافة إلى إيجاد حل جذري لأزمة الباعة الموجودين في العتبة، من السهل أن يقضي على تلك الظاهرة، وهناك الكثير من الحلول الممكنة في ذلك.

*مسرحيات كثيرة تحذف من الذاكرة فور انتهائها بسبب أزمة عدم تسجيل العروض.. هل وصلت الحلول في هذا الأمر إلى طريق مسدود؟
رأيي في هذا الشأن تحديدا، قلته ووضحته للمستشار القانوني للوزيرة، وهو أن المسرح القومي طول عمره بيصور العروض، وكان يتم تقديم 3 عروض للتسجيل، وتشكل لجنة لمناقشة هذه العروض، والبحث عن الجودة والمصداقية في عرض شراء التسجيل، بهذا الشكل وهذه الإجراءات البسيطة سيكون هناك اهتمام بتصوير العروض.
الحقيقة إنه كان هناك بروتوكول تعاون بين صوت القاهرة، والبيت الفني للمسرح منذ عام 2006، حينما كان الدكتور أشرف زكي رئيس للبيت الفني للمسرح، ولكن بعد الثورة صوت القاهرة لم تقم بشراء العروض والروايات حتى يتمكنوا من تسجيلها؛ نظرا لوضعهم المالي.
لك أن تتخيل إنه منذ عام 2008 وحتى الآن لم يتم تسجيل أي عرض مسرحي، كنوز وتراث كبير يضيع بسبب التعقيدات التي أصبحت موجودة.
من المفترض أن هناك بروتوكول بين البيت الفني للمسرح وبين قناة «دي ام سي»، ولكن حتى الآن لم يفعل ولم يتم توقيعه بشكل نهائي، إذا تم توقيعه سيكون بديلا لبروتوكول صوت القاهرة ويتم البدء في تصوير العروض.

*هناك عروض كبيرة تحقق الكثير من النجاحات.. وعروض لا يسمع عنها أحد هل يعود ذلك لفكرة النجم الواحد المسيطرة على المسرح المصري؟
أعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك يرجع لجودة العمل نفسه، بدليل نجاح عرض «يوم أن قتلوا الغناء»، المقدم على مسرح الطليعة، واحتفال فريقه باستمراره لـ196 يوما، وأيضا «قواعد العشق 40»، الذي استمر يعرض لفترة طويلة، ما يعني نجاحه، والعرضان لا يوجد بهما نجوم من الصف الأول أو فنانين مشهورين.
النجم مطلوب في كثير من الأحيان، لكن من الممكن أيضا أن يكون العرض به زخم من النجوم، ولا يستقبله الجمهور بشكل جيد، كما أنه من الممكن أن يكون مضمونه وما يقدمه دون المستوي أيضا.

*مسابقات العروض المسرحية تفرز العديد من المواهب الشابة.. والكثير منهم لا يجد فرصا حقيقية فيختفي مجددا.. ما السبب من وجهة نظرك وما الممكن تقديمه لهم؟
من وجهة نظري.. ينقسم ذلك إلى شقين، الأول الهواية، وهو ما يقدمه الشباب داخل الجامعات وقصور الثقافة ومراكز الشباب، هذه الأماكن تكون المعمل الذي يختبر فيه الشاب موهبته سواء في الإخراح أو التمثيل أو الديكور، كل ذلك يندرج تحت بند الهواية، من الممكن أن تحتضنهم قصور الثقافة، ويقدموا ما يريدونه في إمكانيات فنية وبشرية أعلي، كما أن قصور الثقافة منتشرة في كافة ربوع الوطن، وفي القري والأقاليم، وتصل لكافة المواطنين.
أما على مستوى الإحتراف، فسيسلك الشاب طريق آخر حيث يشترط أن يكون نقابيا، وينضم لفرقة من فرق البيت الفني للمسرح، لأن البيت الفني خاص بالفرق والممثلين المحترفين، «اللي شغلتهم الفن».
مركز الإبداع الفني في الأوبرا، تمكن من الجمع بين الهواية والإحتراف، كما منح الفرصة بعد الجامعة للتعبير عن النفس، لائحته الداخلية تسمح له بتقديم مثل ذلك من العروض، بخلاف المسرح القومي، ومسارح البيت الفني عموما.
في الحقيقة أتمني، أن يكون للهيئة العامة لقصور الثقافة، دور أكبر من ذلك في دعم المسرح، مثلما كانت في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي، الكثيرين مروا بها في بداية حياتهم الفنية.

*هل سيعود العرض الأكثر نجاحا «ليلة من ألف ليلة» مجددا على خشبة المسرح القومي؟
نعم سيعود عرض «ليلة من ألف ليلة»، ليقدم موسمه الرابع، في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، بعد 3 مواسم حققت نجاحا ساحقا، ففي الموسم الأول وصل لـ6 شهور ونصف، 200 ليلة عرض متواصلة، أما الموسم الثاني استمر 4 شهور، والثالث لـ5 شهور متواصلة أيضا.

*تتواصل بروفات مسرحية «المعجنة» منذ 7 أشهر تقريبا.. متي سيخرج العرض للنور وهل هناك مشكلات تواجهه؟
بروفات «المعجنة»، مستمرة بالفعل ولكن بشكل هادئ، يوم أو يومان فقط في الأسبوع، كان الاتفاق في البداية أنه سيتم عرضه في السنة المالية الجديدة، وكان محدد له عيد الفطر المبارك، ولكن ذلك كان سيوافق موعد حدث كأس العالم، فتم تأجيله حتى لا يحرق ويقدم في موسمه بشكل جيد، لكن لا توجد أي مشكلات سواء في التأليف أو الإخراج أو الإنتاج.

*هل اتخذ المسرح القومي خطوات قانونية جادة بالفعل لتصوير العروض التي يقدمها ؟

نعم بالتأكيد، أول عرض سيقوم المسرح القومي بتصويره هو «ليلة من ألف ليلة»، يليها عرض «إضحك لما تموت»، ثم ستتوالي العروض في الجدول المخطط له لتسجيل عدد من العروض التي قدمها المسرح القومي كـ«في بيتنا شبح»، بطولة ماجد الكدواني واشرف عبد الغفور، و«المحروس والمحروسة»، و«خالتي صفية والدير»، وغيرهم.
هناك تحركات وأشواط تقطع مع القانونيين لصياغة الشكل القانوني الكامل، لإنهاء اجراءات تصوير كافة ما يقدمه المسرح القومي.

*حدثنا عن طبيعة دورك في مسلسل «اختفاء».. وهل أصبحت نيللي كريم راعي «النكد» في رمضان؟
تدور أحداث المسلسل في ستينات القرن الماضي، دوري عبارة عن ضيف شرف مؤثر يتمثل في شخصية مهمة في الدولة، كان يرغب في الإرتباط بالبطلة ولكنها ترفضه فيبدأ بالتربص لها، ويتسبب في الكثير من القضايا والأزمات لها، كما أنه يقوم بزراعه البطل «تايسون»، بجوار نيللي ليدخل عالمها.

*مخرج المسلسل أحمد مدحت، وشركة الإنتاج «العدل جروب»، قاموا بالتواصل معي والمخرج قال لي هو دور ضيف شرف لكنه مهم للغاية ويحتاج لممثل كبير، فوافقت كما اني انتهيت خلاص من جميع مشاهدي في العمل.
«اختفاء»، بعيد تماما عن الميلودراما التي قدمتها نيللي خلال آخر 3 سنوات، هو مسلسل اجتماعي خفيف لا علاقة له بـ«النكد» مطلقا.

*هل بالفعل تراجع وعي الجمهور بالمسرح قليلا وضعف تأثيره مقارنة بالدراما والسينما ؟
الدراما والسينما موجودين منذ سنوات طويلة، ولم ينتهي دور المسرح، أتفق أن دوره تأثر وضعف قليلا؛ نظرا لإرتباط المسرح بالحالة الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تعيشها الدولة، لكن رغم ذلك التأثر وتلك الفترة قدمت العروض القوية التي ظلت وأثرت ولاقت حضورا جماهيريا ضخما واستمر لأكثر من موسم كـ«ليلة من ألف ليلة»، و«المحاكمة»، و«إضحك لما تموت».
والمسرح أبا الفنون، كما أن فكرة تعاملك مع الفنان مباشرة أمامك تجعل تأثيره أسرع وأقوي على المشاهد، مما يعرض خلف شاشات السينما والتليفزيون.

Advertisements
الجريدة الرسمية