رئيس التحرير
عصام كامل

شكلا وموضوعا عن المؤتمر الخامس للشباب!


ككل المؤتمرات السابقة تظل الملاحظات الشكلية كما هي من التنظيم الجيد منذ الإعداد له وحتى لحظة الإعلان عنه، ثم توزيع دعواته إلى الحركة داخله ثم انتهاؤه بسلام.. بينما تبقي الملاحظات الأخري عديدة لكن ومع جرعات الأمل التي يجب منحها وضخها كل حين، في مواجهة شلالات الإحباط التي تطلقها قوي معادية نتوقف عند الآتي:


الحوار في جلستي النقاش يشير إلى أننا أمام جيل جديد قادر بدرجة ما على تولي أمر الحاضر والمستقبل، أو على الأقل تولي نصيب منه.. فالجيل الذي يعرف واقعه بالصورة التي رأيناها في مناقشات الجلستين، وخصوصا جلسة تنمية الديمقراطية وإصلاح حال التعدد الحزبى، يؤكد جاهزية الشباب بدرجة أو بأخري كما قلنا لتولي نصيب من المسئولية!

التأكيد على الاهتمام بالتصنيع كخيار أساسي لبناء دولة متقدمة، دعوة عدد من رؤساء الأحزاب، ومنهم من يختلف مع التوجهات الحالية اختلافا كبيرا يؤكد السير إلى مرحلة جديدة من التعامل السياسي معيارها الوحيد الموقف من الوطن وليس الموقف من النظام.. وقد اكتمل المشهد بالإفراج عن دفعة الأمس، والتي نأمل ألا يكون فيها من اشترك في أي عمل إرهابي!

التطور الذي حدث في ملف سد النهضة يبشر بالخير، حتى لو تم التعامل معه- ويجب أن يتم التعامل معه- بحذر بالغ.. تجنبا من مفاجآت المناورات السياسية المعتادة، لكن يأتي تأكيد الرئيس للمرة العاشرة أن مصر مع الجيوش الوطنية بالمنطقة بما يعني صراحة وقوف مصر ضد الإرهاب، وضد الخروج عن الشرعية في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وربما كنا الدولة الوحيدة التي تتسق مع نفسها، ومع القانون الدولي في ذلك.. فالبعض مع الشرعية في دول لكنه ضدها في دول أخرى، والعكس، بينما يبقي الموقف المصري وحده المستند إلى معيار ثابت وواضح!

تأكيد الرئيس على أن الوعي بالدين الصحيح قادر وحده على إنهاء الصراعات المذهبية، يؤكد ما ذهبنا إليه مرارا أن مصر ضد أي صراعات طائفية بالمنطقة، وأنها تدير سياساتها وفق معطيات سياسية وقومية، وليس على أسس مذهبية أو عرقية.. وبينما كان حضور الوزراء لافتا للنظر، وجزء من حواراتهم في أوقات الاستراحة كان بعيدا عن السياسة، بل وعن الرياضة تحديدا فإن بعضهم مارس عمله داخل القاعة، فقد فوجئنا بالسيد محافظ الجيزة وقد قرأ مقالنا عن المحافظة، وعن رئيس حي الهرم، رغم التواجد منذ الصباح بقاعات المؤتمر، وأن مكتبه أرسله إليه، وأبلغنا بإجراءات فورية للتعامل مع الإهمال المشار إليه بمقال الأمس!

جيد الاهتمام أو وضع ملفات دفع العمل الحزبي والتعليم والصحة ومواجهة ترهل الجهاز الإداري على جدول أعمال الدولة المرحلة المقبلة، وهي الملفات الأربعة التي حددناها وتحدثنا عنها حرفيا طوال أسابيع الانتخابات الرئاسية لأنها بالفعل ملفات المستقبل!

ملاحظات الاختلاف موجودة، ولكن في أول أيام الشهر الكريم تفاءلوا وادعوا لبلدكم!
الجريدة الرسمية