قطايف وسحور وصلاة تراويح.. والله اشتقنالك يا رمضان

الأربعاء 16/مايو/2018 - 10:59 م

هل هلاله.. وعاد.. شهر الصوم والخيرات.. عادت أولى لياليه بأمان.. بعد غروب شمس المتمم لشعبان.. وأعادت معها فرحة بدت أماراتها في كل مكان.. في شوارع المحروسة المزدانة بأنوار وفوانيس وزينة وقماش خيامية أشكال وألوان.. في أغنيات يتردد صداها منذ زمان.. كلماتها يحفظها المصريون عن ظهر قلب «يوم رؤيتك لما تجينا زى العرسان.. نفرح وننصب لك زينة أشكال وألوان.. في الدخلة نبقى نطبلك ونهللك آه ونقولك.. أهلًا رمضان».

من فرط حب المصريين لشهر الخير فإنهم يستقبلون أولى لياليه على طريقتهم الخاصة، فبخلاف احتفالات الأطفال بالفوانيس، فإن الشوارع تشهد زحامًا محببًا إلى النفوس، زحام أشبه بتظاهرة فرحة في المحال التجارية لشراء الياميش والبلح، وسحور رمضان الذي لا يستوى إلا بالجبن الطازج والزبادى والخبز، بالإضافة إلى المخللات «فاكهة» سفرة السحور والإفطار، وفى محال ومنافذ بيع «حلويات رمضان» التي لم تخل هي الأخرى من الزحام، فالجميع ينتظرها من العام للعام، وزحام على عربات الفول التي تبارت فيما بينها في سباق غير متفق عليه لجذب الزبون بأجمل رائحة فول بالزيت الحار والليمون لا يمكن أن تخلى منه مائدة السحور.

ولأنها ليلة غير كل الليالي، فإن «حى على الصلاة» حينما ترددت في آذان عشاء ليلة رمضان، انتشرت على الفور في الشوارع أفواج من المصلين، وكأنما بث الآذان في القلوب حنين إلى صلاة التراويح.. حنين دفع الأنفس المشتاقة للخشوع بين يدي الله إلى المساجد رغبة في التقرب منه في شهر الغفران.

وفى ليلة رمضان في مصر المحروسة، تسود في الأجواء روح تسامح وود وحب، وكأنما نسائم شهر الغفران تقع في النفوس وقع السحر، وتبدل أحوالهم من حال إلى حال، فالبسمة تعود إلى الوجوه التي اعتادت التجهم مزينة بجملة «كل سنة وأنت طيب»، والمشاجرات مهما بلغت حدتها يمكن أن تفُض بجملة واحدة «يا جماعة رمضان كريم»، فرمضان ليلته الأولى «سمحة»، يزينها قبيل السحور صوت المسحراتى الذي يجوب بعد غياب عام في الشوارع يصحى النايم لأجل ما يوحد الدايم.. ويقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم والفجر قايم.