رئيس التحرير
عصام كامل

شجاعة شيخ الأزهر


بيان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر هو أقوى رد فعل عربي على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في يوم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، والتي سجل عدد ضحاياها رقما قياسيا لضحايا الشعب الفلسطيني الذي يواجه محتلا ومغتصبا لأرضه شديد الفاشية والعنصرية والوحشية.. كان صوت شيخ الأزهر هو صوت الشعوب العربية التي أفرغها ما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيين من بطش وقتل ممنهج من قبل المحتل الإسرائيلي..


وكان كلامه موجها لنا جميعا حكاما ومحكومين حتى نواجه مسئوليتنا تجاه الشعب الفلسطيني، وهو الشعب الوحيد الذي ما زال يخضع للاحتلال ولم يظفر باستقلاله بعد.. ولذلك يستحق الدكتور أحمد الطيب أن نسد على يده لأنه كان أكثرنا شجاعة، حينما قال للأعور في وجهه أنت أعور..

فهى لحظة فارقة لا تصلح فيها الكلمات المواربة والعبارات غير المباشرة.. فالمؤامرة كبيرة وتستهدف ليس مجرد الاستيلاء على القدس وحدها وإنما تصفية القضية الفلسطينية كلها والقضاء على الحلم الفلسطيني في دولة مستقبله يعيشون فيها.

لقد تحدث الطيب بشجاعة في وقت تهرب البعض من الكلام والتزم الصمت، بينما الذين تحدثوا راعوا اعتبارات كثيرة في كلامهم، فجاء باهتا ولا يكفى لإقناع الأمريكيين بأنهم ارتكبوا جريمة كبرى حينما اعترفوا بالقدس عاصمة لفلسطين.. وهذا أمر كان متوقعا من شيخ الأزهر الذي رفض لقاء نائب الرئيس الأمريكى عندما زار مصر وشاركه في موقفه هذا البابا تواضروس. 

وهكذا في الليلة الظلماء يظهر البدر.

الجريدة الرسمية