رئيس التحرير
عصام كامل

شهر رمضان وسلوكيات مرفوضة


ارتبط شهر رمضان بروحانيات جميلة نفتقد إليها خلال العام، حيث ارتبط بالصوم والصلاة والعبادات التي تقربنا إلى الله تعالى وهو ما يتطلب منا التغيير.


تغير مواعيد النوم والاستيقاظ والصبر على الجوع والعطش، وهو المطلوب لتغيير روتين الحياة، وللأسف البعض يتخذ هذا الشهر للراحة من جهة، وسلوكيات خاطئة من جهة أخرى، بدلا من العمل متعللا أنه صائم أو أنه مدخن أو أن على الآخرين الابتعاد عنه لأنه عصبي.

لعل الإفطار أفضل له حين تظهر صورة الإسلام معه بالصورة التي لا تليق، لأن العبادات تهذب الإنسان ولن تكون النتيجة المرجوة من هذه الفريضة الربانية أن تصبح ذكرى الصيام عند المجتمع هو ذكريات العصبية والضيق.

عندما يهل علينا شهر رمضان المبارك نتذكر جميعا أشخاصا بعينهم.. نتذكر معهم أحداثا عصيبة حين كان إدراكهم نحو الصيام مشوه حين أقنعوا أنفسهم بحساسيتهم تجاه الصيام.

يثورون دون داعِ وتتغلب عليهم أنفسهم لتصبح ثوراتهم أمام الآخرين هائلة لا تتناسب أبدا مع الأحداث وتبقى كلمة "معلش الناس صايمة" هي الجملة الأعم التي نسمعها بعد كل حدث صعب.

نريد أن نرى التدين الحقيقي في كل سلوك طيب ورحمة بين العباد، نريد أن نرى صورة لائقة للمعاملات فإذا كنا نعاني سلوكيات سلبية فعلينا مسئولية تغيرها بأنفسنا، وذلك بالبدء بمن حولنا لعلنا نكون بقعة الزيت التي تنتشر آثارها ليتشابك تأثيرها ونرى تغيرا كبيرا في المجتمع وتصبح الحياة حينئذ أفضل للجميع.

فلنحاول أن نغير إدراك الناس نحو أنفسهم للأفضل حين نُغير قناعاتهم أنهم تحت تأثير الصيام يتعرضون للإثارة بسهولة إلى مفهوم آخر أنهم قادرون على ضبط ردود أفعالهم، بما يحقق للصيام الهدف المرجو منه ونترك دوما حسن الذكرى.

أنتظر من الأزهر الشريف بفارغ الصبر فتوى تبيح الإفطار لكل من لا يقدرون على الصيام، ويتسبب لهم ذلك في ألم لا يتحملونه ويتركون على من حولهم صراخا وضيقا وألما ويعطون صورة لا تليق بعباده تهذب القلوب والعقول وترتقي بالأخلاق.

الصيام هذا العام سنصنعه مختلفا حين نَتغلب على إدراكنا السلبي نحو الصيام، خصوصا إن كنا مدخنين لندرك أن التغلب على شعور الجوع والعطش أساسا هو التحدي الذي نتقبله بكل هدوء نفسي ويقين في الله بالقدرة على تحقيق ذلك، وأن النجاح في هذا التحدي هو الأمل في رحمة الله تعالى، وهو ما وعد به الصائمين في الآخرة الذي تكفل هو وحده أن يجزى به.
الجريدة الرسمية