رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

معجزة مهاتير!


إنها معجزة سياسية جديدة أن يعود الزعيم الشهير مهاتير محمد وهو في عمر الثانية والتسعين إلى حكم بلاده، الذي تركه مختارًا قبل خمسة عشر عامًا مضت، وأن تكون هذه العودة بأصوات الناخبين، بعد أن تخلى عن الحزب الحاكم الذي أسسه وتحالف مع المعارضة، وتحديدا مع خصمه السابق أنور إبراهيم الذي سجن في قضية متهما من قبل مهاتير بالفساد واللواط!..


وسوف تكتمل هذه المعجزة السياسية بقيام مهاتير محمد بتشكيل حكومة تكون فيها زوجة أنور إبراهيم نائبًا لرئيس الوزراء!.. ثم عندما ينفذ وعده بترك الحكم بعد سنتين أو ثلاث لخصمه السابق وحليفه الحالي أنور إبراهيم الذي طلب من الملك الإفراج عنه بعفو شامل يتيح له العودة لممارسة العمل السياسي مجددًا.

وثمة دلالات عديدة تنطق بها هذه المعجزة السياسية الجديدة التي شَهدتهـا دولة استطاعت أن تشهد من قبل معجزة اقتصادية إبان حكم مهاتير محمد الذي امتد من قبل لنحو ٢٢ عامًا أنهاه عام ٢٠٠٣ بإرادته..

بعض هذه الدلالات يتعلق بعمر مهاتير محمد الذي لم يمنعه من العودة الآن إلى حلبة الصراع السياسي في بلاده.. وبعضها الآخر يتعلق باختيار الناخبين في بلاده الذين أعادوه إلى الحكم مجددا بأغلبية بسيطة لكي يتصدى، كما ركز في حملته الانتخابية على مكافحة الفساد الذي تلاحق اتهاماته رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق، ولكي يحقق دولة القانون الذي سبق أن اتهمه معارضوه أنه لم يحافظ عليه عندما كان يحكم من قبل..

غير أن أهم دلالة لهذه المعجزة السياسية تتمثل في أن عالم السياسة حافل بالمفاجآت وهو عالم متغير، وفيه يتحول حلفاء الأمس إلى خصوم اليوم والعكس صحيح، وأن دوام الحال من المحال، وأن التًغير هو سمة الحياة، وأن الشعوب تكره دوما الفساد ولا تغفر لمن يرتكبه، وأنها تطلع إلى العيش في دولة العدل والقانون، وأنها مستعدة للقبول بحكم من يعدها بتحقيق ذلك، مهما بلغ عمره أو كانت تحالفاته، وأنها لا تنسى الحكام الذين صنعوا لها شيئًا طيبًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية