رئيس التحرير
عصام كامل

الدعم الحكومي ليس صدقة!


بعض المسئولين يتحدثون ويتصرفون وكأن الدعم الحكومى، أيا كان عينا أو نقدا، هو نوع من الصدقة تمن بها الحكومات على الشعوب، أو هو عبء ثقيل تتحمله الحكومات ويتعين عليها أن تتخلص منه حتى لا ترهق ميزانياتها بعجز مزمن، أو بالديون المحلية والخارجية.. وهذه نظرة خاطئة وخطيرة في ذات الوقت، لأن الدعم أيا كان شكله هو أحد الأدوات التي تستخدمهـا الحكومات ليس فقط لتحقيق العدالة الاجتماعية، وإنما قبل ذلك لحماية المواطنين من مشكلات نقص وعدم كفاية الدخول لتلبية الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ومسكن وعلاج وتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية الضرورية.


وكل الحكومات تقدم لشعوبها أو فئات منها دعما.. حتى أمريكا تقدم دعما لمزارعيها لتضمن لمنتجاتها الحصول على ميزات نسبية في أسواق.. الدعم ليس بدعة وإنما هو وسيلة وأداة، أو فلنقل سلاحا لتوفير حماية للطبقات الأقل قدرة ذات الدخول المحدودة وللفقراء.. بل إن صندوق النقد الدولى ينصح الآن الدول التي تطبق برامج للإصلاح الإقتصادى أن توفر مظلة حماية اجتماعية لهذه الطبقات حتى تستطيع تحمل أعباء هذا الإصلاح التي تكون عادة أكبر بالنسبة لها قياسا للطبقات الأكثر قدرة والغنية. 

أرجو أن يفهم ذلك بعض مسؤولينا الذين يتحدثون بلهجة مع المواطنين يشوبها بعض المعايرة بما يحصلون عليه من دعم عينى أو نقدى، حتى وإن كانوا يقولون إنهم خدم للمواطنين!
الجريدة الرسمية