رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لا نقول.. يا ليته لم يكن؟


هناك اتجاه بدمج المواد الدراسية "الرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ والفنون وغيرها" في كتاب واحد في المرحلة الابتدائية، فأعتقد أن الدمج في السنوات الثلاثة الأولى موجود حاليا ومطبق بالفعل، فدمج المواد في هذه السنوات شىء علمى وتربوى، ولكن بداية من الصف الرابع الابتدائى يصعب بل يستحيل دمج المواد، ويكون هنا "التكامل" وليس الدمج هو الحل الأكثر واقعية. 


فتكامل المواد ليس من الضرورة دمجها في كتاب واحد، فالتكامل هو تناول نفس الموضوع من خلال المواد المختلفة والأهم أن يكون طريقة وضعها في الخريطة الزمنية متوازيا.. بمعنى أن يكون الدرس الأول في الوحدة الأولى عن "الجو" في العلوم والدرس الأول في الوحدة الأولى عن "الجو" في الجغرافيا وفى اللغة الإنجليزية والفنون وهكذا.. وده تكامل المواد.. ولا تحتاج لدمج ولا تحتاج لمعلم واحد.. ولكن المواد تظل مستقلة مادة ومعلم.

وهنا التكامل في المواد يعنى تدريس المواد الدراسية دون الفصل بينها، وهذا لا يعني أن معلم اللغة العربية يدرس مادة الرياضيات ولكن طرح المواضيع الدراسية بحيث لا يكون هناك فصل أو تكرار لها بين المواد الدراسية.

فالدمج في كتاب واحد فقط يجوز في أول ثلاث سنوات لأنه يوجد معلم يسمى معلم فصل.. متخصص في تدريس المواد المدمجة "معلم كشكول".. أما بداية من الصف الرابع الابتدائى فأرى ضرورة استقلال المواد "مادة ومعلم وكتاب".. وكل ما ينقصنا بداية من الصف الرابع الابتدائى هو "التكامل" بين المواد وليس الدمج.

فبعد حالة الشد والجذب التي يشهدها الجميع في الأيام الأخيرة فيما يخص مشروع التعليم الجديد الذي لا أحد ينكر ضرورة تطبيقه وضرورة التغيير ولكن لابد أن نتأكد تماما لنجاح المشروع، لذا فلن "نجرب" هو الأسلوب العلمي لضمان النتائج المستهدفة وهو لب العلوم وجوهرها، وهو الأسلوب العلمي لضمان النتائج المستهدفة وهو لب العلوم وجوهرها، ولا بد أن يكون هناك مجال للتصورات المقابلة فلا يمكن أن نسلم تماما بنجاح فكر ومشروعات الوزير المطروحة بنسبة مائة في المائة ولا بد أيضا أن نضع تصورات قبل تنفيذها على أرض الواقع.

فاقترح أن يتم اختيار 27 مدرسة فقط على مستوى الجمهورية واحدة في كل محافظة باختلاف ظروفها وطبيعتها وبيئتها واختلاف ثقافة طلابها وأهلها، ونخصصها لدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم يفعل بها ما يشاء ويطبق عليها أفكاره من تعليم جديد ونظام جديد وثانوية جديدة وكل ما يعلنه في وسائل الإعلام، ونوفر في تلك المدارس كل المقومات التي يحتاجها الدكتور الوزير لنجاح أفكاره ثم نقيم هذه الأفكار والتجربة على عينة فقط من المدارس والطلاب، ولا نخاطر بكل مدارسنا وطلابنا ليكونوا فئران تجارب دون ضمان نجاح النتائج. 

فإذا تم هذا المقترح نقوم بتحليل النتائج إن كانت سليمة وناجحة فيمكن أن نعممها على كل مدارس مصر، أما لا قدر الله كانت غير ذلك فلا يحدث خسائر أو ارتباك في المنظومة التعليمية ونظامها الحالي بحسناته ومساوئه الذي ينوي معالي الوزير هدمه قبل معرفة نتائج النظام البديل.

فلابد أن نقوم بتجريب الأفكار والمقترحات أولا قبل تطبيق أي فكرة أو مشروع ونضع سيناريوهات مختلفة أيضا قبل إعطاء إشارة البدء في التطبيق، لهذه الأسباب أتمنى أن لا يسمح الرئيس بتطبيق أي شيء قبل التجريب وضمان نجاحه وأن لا نضع البيض كله في سلة واحدة.
Tarek_yas64@yahoo.com
الجريدة الرسمية