رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ارتفاع الأسعار وخطة الإصلاح


يتحدد سعر أي سلعة أو خدمة بناء على التكلفة حتى تصل إلى المستهلك النهائي، ويتحقق من ذلك ربح للمنتج. وبناء عليه فإن أي نشاط اقتصادي لا بد أن يتم بالصورة السليمة حتى نضمن سلامة الإنتاج، وبالتالي عدم وجود اختناقات من نقص العرض في الأسواق خصوصا مع زيادة الطلب وتنوعه.


الدعم هو تكلفة تدفعها الدولة بدلا من المستهلك حتى تضمن وصول السلع والخدمات للمواطن بسعر ملائم مع ما تعلمه من مستوى الأجور والمرتبات، وبمقتضاه فإن سعر البيع المستهلك يقل عن تكلفتها، ومن يتحمل ذلك هم دافعو الضرائب من المواطنين من جهة ونقصا من عوائد للدولة من جهة أخرى كان يمكننا توجيهها إلى أنشطة اقتصادية تنفع في النهاية المواطن المصري.

عندما تمر الاقتصاديات بعثرات فإن الخطر على الجيل القادم وحده، لأنه هو من سيتحمل نتائج عدم مواجهتنا لأزماتنا التي نتركها دون حلول، وواجبنا الذي تفرضه من الأمانة علينا أن نوضح لهم كيف يتم اتخاذ القرار، حيث إن الاستدانة من الخارج أو من الداخل يترتب عليها دفع فوائد ودفع أصل الدين بعد سنوات، وهو ما سيلتزم به أبناؤنا تجاه الدول الدائنة.. إذن الديون لن تحل المشكلة بل ستزيد الطين بلة.

لو وضعنا أنفسنا مكان صاحب القرار ورأينا الصورة من زاوية مختلفة كيف يكون هذا القرار؟

أسعار المستهلك لا بد أن تكون بالمنطق وعلى الأقل هي سعر التكلفة، هذا أن رفض المنتج تقبل أي أرباح، وبالطبع هذا مستحيل لأنه لن يجد ما يعيش به، وهنا تتقبل ذلك الدولة القيام بذلك حتى دون تحقيق أي ربح في إنتاج الخدمات والسلع التي تقوم بها لضمان مستوى أفضل لمعيشة أبنائها.

وهو ما يترتب عليه على الأقل تخفيض دعم كان يوجه إلى السلع والخدمات لا يذهب أساسا لمستحقيه بل أثبتت الحقائق وبالأرقام أنه عندما يزداد الدعم يقل ما يصل إلى مستحقيه أساسا، هذا يستنزف كل الموارد وندور في حلقة مفرغة من الديون التي تقصم ظهر الدول وتجعلنا أداة في أيدي الدائنين فمن لا يملك قوته لا يملك قراره.

إن العدالة في الحكم على الأمور هي الأساس حين نرى بعين صاحب القرار كيف نضمن لأبنائنا معيشة أفضل مما عشناها وسط كل ما يحيط بِنَا من أزمات طالت دول العالم، بما فيها الغنية، وهذا يتفق عليه الجميع دون استثناء.

إذن ما الحل؟
الحل أن نعمل.
كيف نجد العمل؟
اصنع أنت العمل، وقبل أن تكون مستهلكا كن منتجا وحقق أنت الأرباح وسط نقص العرض، وهو ما سيحقق لك شريكة أكبر من السوق ولا تنتظر من يأتي له به، إذ أنك ما زلت تنتظر قيام الدولة بذلك تبعا لمنظور اشتراكي عفا عليه الزمان، منذ أن تم بيع القطاع العام الذي حقق خسائر تفوق أصوله، المطلوب منك أن تشارك آخرين ممن تثق فيهم في عمل جماعي تكتمل حلقاته بكم.

إذن أين البداية لكي نضمن حياة أفضل؟
البداية عندنا ونحن أصحاب القرار.

إلى كل أب وإلى كل أم لا تدفعوا بأبنائكم نحو العمل بل قوموا أنتم بالعمل لتكونوا خير قدوة لهم وأنتم أصحاب المبادرة. ولتعلم كل أم أن من قاموا بحضارة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كانوا السيدات، كانوا خير داعم في بيوتهم لشحذ همم الأبناء نحو العمل والكد والإصرار، وسيدات مصر قادرات على صنع مستقبل واعد أيضا لمصرنا الغالية حين يخلقون في كل المنازل مصانع منتجة.. أعتقد أننا قادرون على أكثر من ذلك، بل على صنع المستحيل، فلم تمر مصر بمحنة إلا وكانت تصنع الأبطال.
Advertisements
الجريدة الرسمية