رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يدعو الله أن يفوز نجيب محفوظ بـ«نوبل»

فيتو

في مجلة روز اليوسف، في شهر رمضان عام 1962، كتب الساخر محمود السعدني مقالاً، جاء فيه:


«الله يلعن البرد الفظيع، فقد هرس عظامي ودغدغ ركبي وتركني حطامًا محطومًا، حرمني البرد الفظيع من رمضان، وأنا أحب رمضان، لكن رمضان في الصيف يختلف عن رمضان في الشتاء.

ويبدو أنني أحب الصيف لأسباب نفسية، أنا لا أعرق على الإطلاق، لكني أصاب بالبرد صيفًا كما أصاب به شتاءً.

ويفسر ذلك صديقي الدكتور عبد الحميد قطامش، بأنني في أيام الطفولة عندما كنت ألعب بالشارع بلا ثياب نفذت إلى عظامي كمية من البرد وعشعشت داخلي، وأنني على الرغم من الملابس الصوف التي أرتديها إلا أن البرد لا يزال يطاردني.

من أجل البرد لزمت داري ليالي رمضان المباركة على سريري، وعلى كتفي سلاح، وفي قدمي شراب صوف، لم أخرج للأصدقاء كما تعودت على مقهى الحرية، وقهوة عبد الله بالجيزة، أو عند الحاج الفيشاوي مع شاي السهرة والكنافة والقطائف.

لم تشفع معي الأدوية، ولم أنهض من فراشي إلا بعد ليلة مع رواية أديبنا نجيب محفوظ "اللص والكلاب"، إنها قنبلة، إنها صاروخ.

إن نجيب محفوظ يحلق في السماوات العلى، ودخل مرحلة جديدة من حيث التكنيك، وأنا لا أوافق على هذا الرأي، لقد دخل مرحلة جديدة فعلاً، ولكن من حيث الشكل والمضمون والفهم والوعي.

وأدعو إلى الله وما يكتر على الله، بحق الأيام المفترجة، أيام الشهر الكريم، أن يفوز بجائزة نوبل التي نرشحه لها، وأدعوكم أيها الأدباء بترشيحه؛ لأنه إذا فاز نجيب محفوظ فسيكون فوزًا لكلٍّ منَّا، نحن الذين أنكرنا العالم طويلاً، ينبغي أن نخرج الآن لنحتل مكاننا تحت الشمس».
الجريدة الرسمية