رئيس التحرير
عصام كامل

عدوان عربي محتمل على سوريا!


تدور هذه الأيام حوارات هامسة تتصاعد تدريجيا في أروقة القصور الرئاسية للحكام العرب ووزراء خارجيتهم، حول إمكانية تنفيذ أوامر رئيس العدو الأمريكي المدعو دونالد ترامب التي صرح فيها أنه سيقوم بسحب قواته الموجودة على الأراضي السورية - التي تشكل عدوانًا واحتلالًا فاجرًا على أرض دولة عربية مستقلة، ومعترف بها كعضو بالأمم المتحدة - وسوف يستبدلها بقوات عربية..


حيث وجد العرب أنفسهم في مأزق شديد بعد تصريحات الرجل المتهور الذي يريد أن يدفع بهم إلى نار جهنم، التي اكتوت بها الجماعات التكفيرية الإرهابية على مدار سبع سنوات كاملة وعلى كامل الجغرافيا السورية، ولم تتمكن من الفكاك منها، وكان مصيرها المحتوم هو الموت سحقا تحت أقدام بواسل الجيش العربي السوري أو الفرار والهروب عبر الباصات الخضراء التي أصبحت علامة من علامات النصر خلال سنوات الحرب الكونية على سورية.

والحكام العرب يعرفون جيدا أنهم أصبحوا بين نارين، الأولى هي مخالفة الأوامر الأمريكية بتهديدهم علانية قبل أيام أنه يحمي عروشهم وعليهم أن يدفعوا ثمن هذه الحماية وإلا سقطت هذه العروش خلال أسبوع واحد فقط، والثانية هي السقوط في بئر العدوان على سورية العربية، وهي بئر سحيق لا يمكن النجاة منه، خاصة أنهم ما زالوا يعانون  مستنقع العدوان على اليمن ولا يجدون وسيلة للخروج منه..

قبل حسم الخيار العربي لا بد من التأكيد على أن العدوان العربي المحتمل على سورية قد وقع بالفعل منذ ما يزيد على سبع سنوات، وهي عمر العدوان الكوني على سورية، فالأيدي العربية ملطخة بالدماء منذ اليوم الأول، فمن وافق على دخول الإرهابيين إلى الأراضي العربية السورية هو مشارك في العدوان، ومن مول وسلح الجماعات الإرهابية هو مشارك في العدوان، ومن احتضن المعارضة السورية المزعومة في فنادق بلاده وعلى نفقته فهو مشارك في العدوان، ومن صمت وخرس على العدوان الصهيوني المتكرر على الأرض العربية السورية فهو مشارك في العدوان، ومن صمت وخرس على احتلال الأراضي العربية السورية من العدو التركي فهو مشارك في العدوان، ومن صمت وخرس على العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية العربية فهو مشارك في العدوان.

إذن ما يدور الآن سواء همسا أو صراخا داخل أروقة القصور الرئاسية للحكام العرب ووزراء خارجيتهم لن يقدم أو يؤخر بالنسبة لسوريا، التي تعلم علم اليقين أن هؤلاء الحكام العرب لا يملكون قرارهم فصاحب القرار هو سيدهم الأمريكي وإذا قرر فعلى الحكام العرب أن ينفذوا دون تردد وإلا نالوا العقاب.

والمهم الآن ليس حضور القوات العربية المزعومة إلى الأرض السورية، فمصيرها معلوم للجميع فالدولة التي تمكنت من هزيمة المشروع الأمريكي– الصهيوني عبر الوكلاء الإرهابيين على مدار السنوات السبع الماضية، التي تمكنت من فرملة الأصيل (الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإسرائيلي) عبر تحالفها الإستراتيجي القوي مع الحلفاء الإقليميين والدوليين، قادرة على دحر القوات العربية المزعومة، خاصة أن هذه القوات ستَتكون من بعض القوات المرتزقة التي تؤجر عبر المال.

ولن يشارك فيها بالطبع الجيش المصري البطل الذي يدرك أن سوريا هي الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري، وأن معركتهما واحدة وعَدوهما مشترك ومن بدأ بسوريا سوف يثني بمصر، هذه هي حقائق التاريخ والجغرافيا، لذلك لا يمكن أن يشارك الجيش المصري في أي عدوان على سوريا العربية..

فالجيش العربي السوري هو جيشنا الأول في الإقليم الشمالي، يكمله الجيش المصري الثاني والثالث بالإقليم الجنوبي، ولم نسمع يوما أن جيش دولة واحدة يخوض حربا ضد نفسه، لقد خاض جيشنا البطل في الإقليمين كل المعارك عبر التاريخ القديم والحديث معا، ولا يمكن أن تتزعزع هذه العقيدة مهما حاولت قوى الشر، فالجيش الأول في سوريا سوف يلتحم مع الجيشين الثاني والثالث في مصر ليحرروا كامل التراب العربي المحتل، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية