رئيس التحرير
عصام كامل

فيها حاجة حلوة.. الاستثمار الزراعي


الاستثمار في مجال الزراعة ليس فقط مربحا، لكنه أيضا يحقق قيمة مضافة للناتج القومي، ومن المشروعات المهمة التي شهدتها مصر مؤخرا ما أعلن عنه وزراء الاستثمار والزراعة وقطاع الأعمال عن إنشاء مشروع ضخم يتضمن استصلاح 183 ألف فدان لزراعتها بالبنجر، وإنشاء مصنع لإنتاج السكر في محافظة المنيا، هذا المشروع الضخم الذي يتكلف مليار دولار (17 مليار جنيه مصري)، هو النموذج المثالي للمشروعات التي تحتاجها مصر..


لأنه ترجمة حقيقية وواقعية لثلاث كلمات افتقدناها منذ سنوات طويلة، وهي الاستثمار والصناعة والإنتاج، حتى تحولت مصر إلى دولة مُستهلكة لا تنتج حتى غذائها، واعتمدت على الاستيراد، مما أدى إلى تدمير الصناعة الوطنية بفعل فاعل، المشروع الذي أعلن عنه الوزراء الثلاثة يُعتبر أولى ثمار قانون الاستثمار الجديد، وسوف يستفيد من الحوافز التي يمنحها القانون للمستثمرين ويسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من سلعة إستراتيجية وهي السكر..

كما أنه كثيف العمالة، حيث يوفر 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في منطقة أكثر فقرا وكانت مهملة لسنوات طويلة وهي الصعيد، أيضا هذا المشروع يؤكد مدى اهتمام الدولة بالقطاع الخاص ونموذج للشراكة بين مستثمرين محليين وأجانب، كما أنه استثمار صناعي زراعي، وهو مجال أعتقد أنه مستقبل مصر، ولا نهضة دونه، فهو يحقق إضافة حقيقية للناتج القومي ويُسهم في وقف استنزاف النقد الأجنبي، والسيطرة على الأسعار، وأخيرا هو تتويج لجهود كبيرة بذلتها الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار وجذب مستثمرين جدد وإعادة الثقة في الاقتصاد المصري..

الاستثمار في مجال التصنيع الزراعي واعد لتوافر كل مقوماته، الأرض والمناخ والعمالة والخبرة، واستهلاكه للمياه قليل، وهو يحقق عائدات كبيرة على الاقتصاد، كما أنه يقلل من نسبة الفاقد في الإنتاج الزراعي، وحبذا لو أنشأنا المصانع في المنطقة نفسها كما في حالة مصنع سكر البنجر بالمنيا..

أتمنى وأتوقع خلال الفترة الرئاسية التانية للرئيس السيسي أن يكون الاستثمار والصناعة والإنتاج شعار الحكومة، لأنها أنفقت أموالا ضخمة على البنية الأساسية، ويجب الاستفادة من هذه الأموال في التنمية والصناعة والإنتاج وليس في الاستهلاك، لذلك أتوقع أيضا تعاونا وتنسيقا بين أعضاء المجموعة الاقتصادية من أجل خدمة المستثمرين والصناع.

سوف نتابع أخبار افتتاح مصانع جديدة في كل المجالات، لأن مثل هذه الأخبار السارة تسهم في تحسين مستوى معيشة المواطن وتمنحه طاقة إيجابية وأمل وتفاؤل في مستقبل أفضل.. وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية