رئيس التحرير
عصام كامل

120 دقيقة ترصد خروج 4 جثامين لضحايا «مجزرة الرحاب» لمثواهم الأخير

فيتو

الساعة تدق الثانية عشرة منتصف الليل.. شباب وبنات كثيرون بدأوا التجمع بمحيط وأرجاء مشرحة زينهم بحي السيدة زينب.. لحظات انتظار تتبعها كلمات تحمل معها نبرات هادئة، لكنها في النهاية تحمل دعوات واحدة تتمنى «أن يرحم الله المتوفين ويدخلهم الجنة».


عيون تصوب نظراتها نحو الباب الحديدي للمشرحة.. الكل ينتظر إشارة حارسها بالسماح بخروج 4 جثث من أسرة ضحايا مجزرة الرحاب.. تمر الدقائق وليس هناك جديد.. المنتظرون يتنقلون هنا وهناك، وفجاة يسمعون صرير باب المشرحة وإذا بالحارس يعلن انتهاء التصاريح.. تتعالى الأصوات والآهات بشهادة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» تتلوها عبارة: «في الجنة يا شهيد».


عمرو يوسف أحد أقرب الأصدقاء لمحمد عماد أحد ضحايا مجزرة الرحاب يقول لـ"فيتو": استلمنا أربع جثث من الأسرة وهي الأم ومحمد ونورهان وعبد الرحمن عماد ويتبقى جثة الأب التي لا تزال في المشرحة.. ويستكمل: الأصدقاء والأقارب والجميع كل منا ذهب إلى سيارته وبدأنا التحرك نحو محافظة الشرقية مسقط رأس الأم، ليتم دفنهم بمقابر العائلة بمدينة مشتول السوق.

وأضاف أن الطريق احتاج ساعة ونصف الساعة حتى نصل القرية، حيث دفن الجثث وهو ما حدث بالفعل ففي الواحدة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء وصلنا مشتول السوق لنَجد مشهدا خياليا.. الأهالي ومئات المواطنين كانوا في انتظار وصول الجثامين توزعوا يمينا ويسارا وعلى جوانب الطرق، لحظات أخرى ووصلنا إلى مسجد كبير في قلب المدينة لأداء صلاة الجنازة على الجثامين. 


في لحظة من الفرحة بوصف المشهد يستكمل عمرو حديثه قائلا: الحاضرون غير قادرين على دخول المسجد من كثرة المصلين.. لحظات وامتلأ المسجد عن آخره، ولم يصبح هناك مكان في الخارج ثم بدأ أمام المسجد إلقاء خطبة قصيرة عن الموت وبعدها أمَّ صلاة الجنازة. 

اصطف الحاضرون واحدا بجانب الآخر واكتملت الصفوف.. حتى كبر الإمام ثم انتهى من أداء الصلاة وهنا بدأت تعلو أصوات الحاضرين مرة أخرى مرددين: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ورددوها عشرات المرات حتى وصلنا المحطة الأخيرة "المقابر" التي لم تمنعنا ظلمات الطرق من الوصول إليها.


دعوات كثيرة بدأت تتردد في كل أرجاء المكان وآيات من كتاب الله، وبدأ الحاضرون تلاوتها أمام مستقر الضحايا الأخير.. يتمنون أن يرحمهم الله ويجعل قبورهم روضة من رياض الجنة.
الجريدة الرسمية