رئيس التحرير
عصام كامل

فؤاد الأطرش: أنا مدمن أم كلثوم

فيتو

في مجلة الكواكب عام 1959 كتب فؤاد الأطرش المنتج السينمائى والأخ الأكبر للموسيقار فريد الاطرش والمطربة أسمهان مقالا يروى إعجابه الشديد بأم كلثوم قال فيه:


أن صوت أم كلثوم هو سيد الأصوات في الشرق، وهو أحب صوت إلى نفسى، هو من معدن خاص لا يتأثر مهما جاء بعده أو قبله من أصوات فسيبقى هو المعجزة دائما، ويكاد الشيء الوحيد الذي يستأثر باهتمامى في موسم حفلات أم كلثوم هو يوم الخميس الأول من كل شهر.

أحببت أم كلثوم منذ جئنا إلى مصر وتربيت أنا وأخوتى فريد وأسمهان على سماع صوتها، وأى صوت لمطربة أخرى غير أم كلثوم يعتبر في أذنى نشاذا.

منذ أكثر من 16 عاما دعيتها أنا وشقيقتى أسمهان إلى منزل فريد بالزمالك وكان معنا صديقنا الطبيب المشهور عمر شوقى وحينما حضرت أم كلثوم جلست أمامها على الأرض، بينما راحت هي تشرب الشاى بالنعناع، ثم بدأت تغنى أغنية (سلوا كئوس الطلا)، وعندما وصلت إلى عبارة (حمامة الأيك) صاح الدكتور شوقى:
 
ارحمى الحمامة المذبوحة عند قدميك.. ولم تكن هذه الحمامة سوى أنا منتشيا ومندمجا، وفى زيارة أخرى لنا غنت أم كلثوم (ظلمونى الناس) وكان فريد من اندماجه وغعجابه بها يقول بعد كل مقطع (الله.. الله) حتى إنه بح صوته من كثرة الصياح.. بينما بكت ام كلثوم وهى تغنى فأبكتنا معها.

وأم كلثوم سيدة بارعة النكتة حتى إنها مرة كانت في زيارة لصديقة أجنبية كانت مريضة وحضرت مع زوجها الدكتور الحفناوى، وفى نفس الوقت كانت المريضة صديقة لزوجتى الفنانة إيمان ودخلنا على المريضة فوجدنا أم كلثوم تحتضنها وتقول (فتحى ياحبيبتى فتحى) وما أن دخلت قالت لها (غمضى يا حبيبتى غمضى فؤاد جه) غطانى العرق والإحراج الشديد ومع هذا لم أستطع إلا أن أضحك.

وقبل أن أتزوج كانت لى صديقة، وكانت أم كلثوم تغنى في الأوبرج وكانت تعرف صديقتى، لكنى ذهبت وحدى بعد شجار مع الصديقة، وجلست وحدى وعندما غنت أم كلثوم نظرت تجاهى وهى تقول (كل الأحبة اثنين اثنين.. وأنت يا قلبى حبيبك فين).

أشكر الشاعر الحساس أحمد رامى كاتب أحلى أغانى أم كلثوم لأنه هو الذي أخذني أول مرة للاستماع إلى أم كلثوم.
الجريدة الرسمية