رئيس التحرير
عصام كامل

مسجد أحمد بن طولون.. تاريخ شاهد علي العصر الإسلامي

فيتو



"يشعر زائره برهبة وخشوع عظيم، وتتجلى الروحانيات بشهر رمضان الكريم" هكذا بدأ محمد محمد حسن، خادم مسجد أحمد بن طولون، حديثه عن شعائر أعرق مساجد القاهرة الكبرى وروحانياته خلال شهر رمضان الكريم، من خلال الطقوس الرمضانية بشهر الخير.



11 عامًا هي مدة خدمة "عم محمد" في مسجد أحمد بن طولون، بعد أن قرر أن يترك قريته بمدينة الصف بمحافظة الجيزة، ليكون في خدمة "بيوت الله"، فقد مر عليه الكثير والكثير من اللحظات والروحانيات خلال شهر رمضان ويتابع حديثه قائلاً: "شهر رمضان هو الفرحة والبهجة والمغفرة للجميع، والذي تتجلى منه العديد من الروحانيات، فأهم ما يميز مسجد أحمد بن طولون خلاله هو مساحته الشاسعة والراحة النفسية التي يشعر بها المصلي فور دخوله من باب المسجد".



وعن ما يميز مسجد أحمد بن طولون تابع قائلاً: "يتميز المسجد أيضًا بارتفاعه، فقد بناه "بن طولون" على مساحة تقترب من ستة أفدنة ونصف الفدان، ويقرب للطراز العباسي وخاصة مسجد سامراء بالعراق".



ولشهر رمضان طقوسه الخاصة بالمسجد فيقول: "خلال شهر رمضان يتجمع المصلون بساحة المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح؛ لارتفاع درجة الحرارة بشهر الخير، وذلك من خلال الاستعداد له بأواخر شهر شعبان من خلال تجهيز المفروشات والكراسي ولمبات الإنارة، ويُفتتح المسجد خلال شهر رمضان من الساعة الثامنة صباحًا حتى صلاة التراويح، ولا توجد بالمسجد صلاة تهجد؛ لأنه مسجد أثري".



فتنتشر بالمسجد أجواء روحانية مختلفة تجعله مميزًا عن غيره خلال شهر رمضان، ليُقبل عليه المصلون من مختلف الأنحاء وليس فقط أبناء المنطقة المحيطة به، ليستقبل السياح والزائرين من مختلف أنحاء العالم.



وأما عن مهمته بصفته خادمًا داخل المسجد قال: "مهمتي هي الاعتناء بالمسجد وتنظيفه واستقبال الزوار والسائحين، فقديمًا كانت مهمة خادم المسجد تتمثل في الزهد والعبادة والروحانيات دون مقابل، ولكن كل عصر له صفاته، فزمان كان الخير والبركة، لكن الآن مش زي زمان".



"أريد مسجدًا إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى"، تلك كانت رسالة شديدة اللهجة وجهها أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، لبناء واحد من أهم المساجد الأثرية بالقاهرة، الذي يلقب بشيخ جوامع القاهرة بلا منازع، ويوجد تحديدًا بحي السيدة زينب.



فهو ثالث المساجد التي بُنيت في مصر، وشُيد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر، ليعتبر من المساجد المعلقة، الذي صممه المهندس سعيد بن كاتب الفرغاني، وقد وصلت تكلفة البناء إلى مائة وعشرين ألف دينار، حين ذاك.



وتُعد مئذنته أحد الشواهد على عصور مصر الإسلامية الفريدة من نوعها، فقد شُيدت على ارتفاع 44 مترًا، وتتكون من قاعدة مربعة تعلوها منطقة أسطوانية، وفي قمة المئذنة توجد طاقية مضلعة على شكل مبخرة.


الجريدة الرسمية