رئيس التحرير
عصام كامل

فرحة عمال مسجد السيدة عائشة بخدمة الصائمين وإكرامهم (فيديو وصور)

فيتو

وسط صخب الميدان، وأصوات الباعة الجائلين، وزحام السوق، وكثرة السيارات والمارة، تجد مسجد السيدة عائشة، الذي يقع في قلب مصر القديمة، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية الإسلامية في مصر، الذي يضم مقام واحدة من آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام.


يوجد على بوابة المسجد الحديدية لافتة كبيرة ضخمة، مكتوب عليها "هذا مسجد ومقام السيدة عائشة بنت الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن سيدنا على زين العابدين بن سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن الإمام على بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) زوج السيدة فاطمة الزهراء (رضي الله عنهما) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ربما جاء هذا تصحيحا لظنون البعض الخاطئة بأنه مسجد السيدة عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في مسجد السيدة عائشة طقوس رمضانية خاصة في ليلة القدر والعشر الأواخر من رمضان، يقول محمد القناوي، خادم المسجد: إن هناك أجواء دينية وروحانية مختلفة داخل المسجد خلال شهر رمضان المعظم، ففي نهار رمضان ينتشر الصائمون في كافة أرجاء المسجد، يقرأون القرآن الكريم، حتى وقت الإفطار، على عكس ما يوجد طوال أيام السنة، كأن يأتي المصلون وقت الصلوات فقط.

موائد الإفطار أكثر ما يميز مسجد السيدة عائشة في رمضان، فيضيف القناوي: "الناس اللي بتحب الخير كتير، بيعملوا موائد إفطار في المسجد، وأي حد صايم ماشي في الشارع وقت المغرب بيدخل المسجد يصلي ويفطر، مش بيشيل هم هياكل إيه ولا هيفطر إمتى ولا فين، المسجد بيكون ملجأهم في الحالة دي".

كل عامل في المسجد له دوره، فعم "قناوي" مسئول عن استلام وحفظ أحذية المصلين، وهي مهنته التي استلمها منذ عامين، وهناك عمال النظافة، الذين يتجاوز عددهم الـ10 وأكثر، وهم مسئولون عن تنظيف المسجد بعد كل صلاة.

وبعد الإفطار في رمضان يقول قناوي: "كل واحد مننا له دوره.. وبنحس بفرحة تانية في رمضان لما نخدم الصائمين والمصلين".

كثير من المصريين وغير المصريين يأتون إلى مسجد السيدة عائشة في شهر رمضان للتبرك به، هكذا أكد الشيخ محمد عيد، إمام وخطيب المسجد، الذي تولى عمله بالمسجد منذ نحو ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن أجواء المسجد في رمضان تختلف أشد الاختلاف عن باقي شهور السنة، ففي رمضان يتم إقامة حلقات للذكر والتلاوة، تتخللها بعض المواعظ، كذلك يكون هناك بعض الدروس العلمية.

ويصف إمام المسجد اليوم في شهر رمضان بأنه يكون مليئا بالخيرات والبركات والنفحات والعظات، ويسوده جو من الأُلفة والسرور وإطعام اليتامى والمساكين، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من الصائمين يبحثون عن الفقراء بأنفسهم لإدخال البهجة في قلب كل مسلم في شتى بقاع الأرض.

ويضيف عيد: "يلتف الصائمون حول مقام السيدة عائشة لقراءة القرآن والتهجد ليلا والدعاء"، متابعا أن هذه التصرفات ليس بها أي حرمانية إلا من بعض العوام الذين يقومون ببعض الأفعال بحسن نية لا يقصدون بها إلا إظهار حبهم وشغفهم لأهل البيت وآل رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وفي نهاية حديثه ناشد خطيب مسجد السيدة عائشة الاهتمام بالمسجد، كونه أثرا سياحيا، ومعلما أثريا، حيث يحتاج المسجد إلى لفت انتباه وزارة الآثار وهيئة الأوقاف.
الجريدة الرسمية