رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد الشرباصي يشرح قانون الصوم العام

أحمد الشرباصي
أحمد الشرباصي

في مجلة المجتمع العربي عام 1959 كتب الشيخ أحمد الشرباصي، أمين الفتوى بالأزهر الشريف (رحل عام 1980)، مقالا جاء فيه:


«في الصوم يتجلى معنى المساواة الاجتماعية واضحا قويا، فإن الصوم يشمل كل قادر عليه، وتشترك فيه النساء والرجال، والأغنياء والفقراء والعامة والخاصة.

يبدأ الجميع الصوم في لحظة معينة هي طلوع الفجر، وينتهون من صومهم في لحظة غروب الشمس، وليس لأحد منهم امتيازات شخصية أو حقوق خاصة، بل تطبق عليهم كلهم قانون الصوم العام بلا محاباة أو استئثار إلا من كان عاجزا أو صاحب عذر مشروع.

كل هذا بلاشك يولد في نفوس أفراد المجتمع الشعور القوى بالمساواة في العبادة، والصوم تتبدى فيه المشاركة الوجدانية العامة التي لابد من توافرها في المجتمع السليم.

وكل مسلم يتذكر، بل يحس أنه في صومه هذا، يشارك الملايين من الصائمين هنا وهناك، وحينما يرفع الصائم يده عن الطعام ليبدأ الصوم سيذكر أن ملايين الأيدي ترتفع عن طعامها منذ هذه اللحظة، وحينما يمد يده ليتناول ما يفطر به عند الغروب يتذكر أن ملايين من الأيدي تشاركه في هذا الامتداد.

وحينما يحس وطأة الجوع والعطش وهو صائم، وهو قادر على أن يمد يده للطعام والشراب، يتذكر أن هناك أناسا عضهم الدهر بنابه، فهم في جوع وحاجة، فيدرك سطوة الجوع على الجائعين، فتنبسط يده بالمعونة لمن يحتاج إليها في مجتمعه.

وقيل لنبي الله يوسف: لم تجوع وفي يديك خزائن الأرض؟ قال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.

والإحسان هو أعلى الدرجات التي يصل إليها المسلم من وراء إخلاصه في إسلامه وصدق إيمانه، ويتحقق عن طريق الصوم الطاهر، لأن الرسول عرف الإحسان بقوله: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فإذا صار الصائم في الأيام الأخيرة من رمضان، وظهرت ثمرة الصوم في نفسه، أخذ يعبر عن انتفاعه بهذه الثمرة، فهو يخرج زكاة الفطر عن نفسه وعن كل فرد ملزم به في أسرته، ويقدمها للمحتاجين.

وما يكاد الفقراء المحتاجون يأخذوا هذه الزكاة حتى تطلع عليهم شمس العيد، فإذا بالمجتمع المسلم الصائم يبدو مرحا سعيدا، ويبتهج أفراده بمطلع هذا العيد، بعد أن تعاونوا على البر والتقوى».
Advertisements
الجريدة الرسمية