رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعليم.. فيه الخصام وهو الخصم والحكم


ماذا يريد طارق شوقي من أبناء الطبقة المتوسطة؟
الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم لا يعلم عن وزارته شيئا حتى وصلت أحوالها الآن إلى ما يشبه "المتاهة"، وبلغ الأمر ذروته حين سعى لخصخصة تعليم أبناء الطبقة المتوسطة الذين أرادوا تعليمًا محترمًا لأبنائهم فذهبوا بهم إلى المدارس التجريبية.


واليوم أصبحت تلك المدارس الحكومية الرسمية لغات وفقًا لقرار وزاري طائش "فاشلة" وتتحول إلى مدارس"عربي" رغم أن أوائل الجمهورية في كافة مراحل التعليم من طلاب وطالبات المدارس التجريبية، وارتقاء اللغات الإنجليزية والفرنسية في مصر كانت نتاج التعليم بالتجريبيات، خاصة وأن تعليم اللغات مطلوب بجانب لغة الدولة الرسمية.

في ظل ما يكفله الدستور من مجانية التعليم، أراد الوزير أن يكون خصما وحكما في قضية واحدة ، وعليه الآن أن يكف عن أسلوب التهديد والوعيد لأولياء الأمور، لأن المنظومات الناجحة عبارة عن نتاج لأفكار جماعية وليست فردية.

يردد الخبثاء أن الوزير –ونعيذه بالله من ذلك- لا يهدف من قراره سوى إفشال منظومة التعليم التجريبى لصالح التعليم الدولى والخاص، بقصد هدم المنظومة التعليمية التي تعتمد عليها الدولة في تعليم أجيال متعاقبة تواكب التطور التعليمي.. ومن هنا نؤكد أن "التعليم المستورد" لا يبني مواطنا ينتمى إلى مصر، والتجارب غير المكتملة في العملية التعليمية تؤدي إلى تشويه الشخصية المصرية، لأن السلوك الطيب نتاج قدوة وتنشئة اجتماعية وعادات وتقاليد، ومن ناحية أخرى فإن قيم المجتمع هي التي تخلق الانتماء للوطن وتحقق المسئولية الاجتماعية لدى أفراده.

وماذا ننتظر من النماذج المستوردة البعيدة كل البعد عن متطلبات المواطن المصري ولا تناسب طبيعة الشخصية المصرية المتفردة، بعدد من الخصائص التي ينبغى أن تراعى في العملية التعليمية، خاصة أن الدول المتقدمة لا تنقل النماذج بشكل كامل قبل الاستفادة من تجارب الدول الأخرى من خلال المؤتمرات العلمية، والتي تتعلق بالعملية التعليمية.. ومصر بعيدة عنها خاصة في الفترة الأخيرة، حيث تكون الاستفادة مقتصرة على الاطلاع ومعرفة ما يناسب طبيعة المجتمع وفكره وقدراته الشخصية.

وهنا نطرح ثلاثة أسئلة:
1 ـــ هل المناهج التعليمية الحالية قادرة على تنمية المواطن وتنشيط الانتماء الوطني لدى الأفراد؟
2 ـــ هل ما يدرسه أولادنا في المدارس يساعد في بناء الشخصية المصرية؟
3 ـــ هل ما تقدمه وزارة التربية والتعليم يخدم المواطن.. ويجعل أبناء مصر لديهم وعي بالمخاطر والتحديات في بناء الوطن؟

كاتب هذه السطور لا يدعو إلى الاستسلام للواقع الأليم حاليًا في التعليم، وإنما يهدف أن تكون التنمية في التعليم نابعة من قلب الوطن والمواطن، حتى نشعر جميعًا أننا نشارك في اتخاذ القرار وليست مفروضة علينا حتى نسعى جميعًا إلى نجاح تلك التنمية.

ومن هنا أتناول تداعيات هذا الموضوع "التعليم المستورد لا يبنى مواطنا ينتمى إلى بلده" ــ ففى الفترة الأخيرة تهتم الدولة المصرية بالتنمية والحرب ضد الإرهاب والفساد.. ولكن نماذج التعليم المستورد والتجارب السابقة غير المكتملة في التعليم تساعد على خلق شخصية أكثر جمودا وبعدا عن الدولة.

وأخيرًا نقول تحيا مصر بتعليم يفهم الشخصية المصرية، ويعيد لها مجدها عن طريق نماذج وطنية غير مستوردة وتجارب غير مكتملة على ألا يكون التعليم في مصر حقل تجارب.. وللحديث بقية
الجريدة الرسمية