رئيس التحرير
عصام كامل

كيفية استخدام الأدلة في المعامل الجنائية لكشف لغز وغموض الجرائم

فيتو

قال المستشار محمد عبد السلام، قاض سابق بمحكمة الجنايات: إن استخدام الأدلة في المعامل الجنائية لكشف لغز وغموض الجرائم له أهمية كبيرة في الكشف عن الحقائق ودقتها في مساعدة القضاء للتوصل للمتهم الحقيقي وباقى الجناة.


وتابع: "تعتبر علوم الأدلة الجنائية محصلة هذه الجرائم تتطور معها في طرق الكشف عنها والوقاية منها والبحث وراء الحقيقة وتعقب المجرمين، فيمكن للقاضي أن يعطي أي دليل منها قوة أكثر من الدليل المادى".

وأضاف: "الدليل الفني ينبعث من رأي الخبير حول تقدير دليل مادي أو قولي قائم في الدعوى وهو عادة ما يقدمه الخبراء في مسائل فنية لا تستطيع المحاكم بحكم التشكيلة القضائية لأعضائها الوصول إلى نتائج حاسمة بشأنها".

وأوضح "عبد السلام"، أن الأدلة الجنائية ساهمت في الكشف عن العديد من القضايا، فيما يتعلق بالعمليات الإرهابية التي يتم التوصل في إثبات القضايا إلى فاعليها عن طريق الحمض النووي وآثار بصماتهم على الأسلحة التي استخدمت في مسارح الحوادث بالإضافة إلى دور الأجهزة الحديثة المستخدمة خلال التحقيق في كشف الحقائق في مجال رفع البصمات والأسلحة والآلات. 

وأشار إلى أن هناك أجهزة في بعض الدول المتطورة يحول نظام البصمات اليدوي إلى آلي واعتماد الربط بنظام موحد تأخذ نتائجه بشكل مباشر بدلا من الانتظار لمدة شهر أو شهرين لتكون الأدلة الجنائية مطبقة. 

وقال "عبد السلام" أيضا إن الأهمية الفنية للآثار المادية في المجالات الجنائية والتي تشمل التحقق ومعرفة صاحب الأثر كدليل إدانة بالنسبة للمتهم، أو تأكيد البراءة، من خلال التطبيق الدال على الآثار العائدة إلى صاحبها وحالته الصحية لمعرفة عدد الجناة وإيجاد الرابطة بين شخص المتهم والمجني عليه ومكان الحادث حتى يتم التعرف على كيفية ارتكاب الجريمة وتحديد نوع الجريمة المرتكبة ووسائل ارتكابها.

وأكد أن معرفة آثار الجاني، وأوجه دلالاته كآثار الدماء وأوجه دلالاتها وتحديد أماكن تواجد البقع الدموية على المتهم تحت أظافره أو على ملابسه، أو على الجثة وما عليها من ملابس وتحت الأظافر، أو على مسرح الحادث وملحقاته وكل ما يتصل به من أماكن، وخاصة الأرضيات والجدران وقطع الأثاث الموجودة، وعلى الأسلحة والأدوات المستخدمة في الجريمة، وعلى السيارات وإطاراتها مع ملاحظة أشكال البقع الدموية ودلالة كل شكل فيها، وأهم الطرق الفنية لرفع البقع الدموية سواء كانت على شكل دم سائل أو متجلط، أو دم جاف، إن كانت على الأرض أو على الأسطح المختلفة أو على المفروشات وغيرها.

وأردف: "أما الدليل الجنائي لبصمات الأصابع كونها البصمة بأنها خطوط البشرة الطبيعية على باطن أصابع اليدين والكفين والقدمين وتتكون من خطوط حلمية بارزة تحاذيها خطوط أخرى منخفضة عند ملامسة الأشياء فتترك الخطوط الحلمية البارزة بما يسمى بطبعات البصمات أو الأثر.

وأكد "عبد السلام"، أنه تجري الأبحاث للتعرف على سمات الأشخاص من خلال سمات الوجه، حيث في المطارات سوف يؤخذ المشتبه فيهم لأجهزة للتعرف على ملامح وجوههم، وهناك أجهزة تصور المارين بالصالات بالمطارات للتعرف على المجرمين المسجلين من خلال الأنف والعيون والأفواه.

وتابع: "أما الآثار المادية لوقائع مسرح الجريمة والخاصة بالفاعل والمجنى عليه وبالمبرزات المتروكة لكونها تكشف كثير من الوقائع الجرمية فملابس الإنسان تعكس الكثير من الصفات والمميزات الخاصة به كالسن والميول والحرفة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور التي تميزه عن غيره وهي صفات ومميزات من الأهمية للمحقق الجنائي في التحقيق حيث تضيق دائرة البحث والتحري عن الأشخاص المشتبه فيهم واتباع الطرق الجنائية عند التعامل مع الملابس".

وأشار إلى أن هناك آثار الأقدام والأحذية وأنواعها وطريق مضاهاتها أي مطابقتها مع آثار المتهمين والجنات لما لها من الأهمية في المجال الجنائي وأوجه دلالاتها في معرفة عدد الأشخاص المتواجدين في مسرح الحادث والجهة التي قدم منها الجاني، ومعرفة حالة القدم والعمر التقريبي لصاحبها وحالة صاحبها وقت تركه للأثر من حيث الوقوف أو السير والجري وحمل أشياء ثقيلة أو الدلالة أحيانًا على بعض صفات صاحب الأثر من حيث سلامة الجسم كونه أعرج أو أعور أو أنه في حالة سكر واضطراب أثناء تواجده في مسرح الجريمة، ويمكن الاستدلال على آثار ناتجة عن أدوات ارتكاب الجريمة مثل آثار الأسلحة النارية، آثار الآلات، آثار السيارات، آثار السموم.

وأردف: "الجريمة فعل يحتاج الفاعل لتنفيذه إلى بعض الأدوات وهذه الأدوات التي قد يلجأ الجاني لاستخدامها كثيرة ومتعددة بحيث يصعب حصرها فالأسلحة النارية من أكثر الوسائل استخداما وأن الآثار الناتجة عن استخدامها ذات حضور كبير في مجال الأدلة الجنائية حيث يمكن معرفة نوع السلاح المستخدم والمسافة بين الجاني والمجني عليه عند الإطلاق

وأضاف أن من أهم النتائج التي ترافق عملية الإطلاق المقذوف الناري، الغازات، اللهب، الدخان، حبيبات البارود غير المحترقة أو المحترقة جزئيًّا، الظرف الفارغ، وغيرها بما ترافق عملية الإطلاق الناري بمجموعة تشكل من الآثار ذات الأهمية في تصنيف الآثار حسب مكان ظهورها وتواجدها والتي تعرف في الفقه الجنائي بالآثار التي تظهر على الظرف الفارغ وهذا له أهمية كبيرة في مجال التحقيق فعن طريقه يمكن معرفة نوع السلاح الناري المستخدم، وتحديد السلاح الذي أطلق منه إذا وجدت أسلحة مشتبه في استخدامها لتنفيذ الجريمة.

وأشار إلى أن الآثار المتخلفة على مستخدم السلاح ويشمل ذلك ما يتخلف عادة على يد الشخص الذي أطلق النار، مثل جزيئات البارود والرواسب المعدنية، وكذلك الآثار التي تظهر على جسم وملابس المصاب، ويشمل ذلك الجرح الناري وهو الإصابة الناتجة عن المقذوف الناري على الجسم، ويسمى ذلك فتحتي الدخول والخروج للمقذوف وبما يحدثه من تمزقات في الجسم وفي الملابس بالإضافة إلى آثار الغازات الناتجة عن الإطلاق حول مكان دخول المقذوف في حالة الإطلاق الملامس للجسم أو من مسافة قريبة جدًا، الاسوداد في مكان دخول المقذوف، الحرق، التسحج الحلقي، المسحة الرصاصية وعليه يجب اتباع الطرق العلمية والجنائية معا لرفع آثار الأسلحة النارية من مسرح الجريمة وطرق ووسائل فحص الآثار الناتجة في استخدام الأسلحة النارية سواء بالعين المجردة والعدسة المكبرة أو باستخدام الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية أو باستخدام الاختبارات الكيميائية أو باستخدام الميكروسكوب المقارن أو بالتحليل الطيفي بالامتصاص الذري اللا لهبي أو بالمسح الإلكتروني المجهري أو بالتصوير بالأشعة السينية للأهمية الفنية لآثار الأسلحة النارية في المجال الجنائي وأوجه دلالاتها لأن آثار الأسلحة النارية تساعد على معرفة نوع السلاح المستخدم، التعرف على الشخص المستخدم للسلاح، معرفة مسافة الإطلاق، تحديد ومعرفة اتجاه وزاوية الإطلاق، تحديد وقت استخدام السلاح.
الجريدة الرسمية