الهلباوي.. ليس خائنا

الدكتور كمال الهلباوي واحد من المنشقين عن جماعة الإخوان الإرهابية، عاش في الغرب لسنوات وتأثر بفكرة الحوار، لذلك كان منطقيًا أن يخرج من جماعة لا تؤمن بالحوار، دعا الهلباوي إلى المصالحة مع الإخوان، فانطلقت سكاكين القصف والقذف والسب تطال الرجل وتشكك في انشقاقه، بل تطالب بمحاكمته على جريمة الطرح الذي ألقى به ضد التيار، ونال الرجل من السب والتجريح ما لم ينله غيره.

شخصيًا أنا ضد المصالحة غير أنني لا أرى أن كل من يقدم طرحًا مثل هذا هو خائن وعميل ويستحق المحاكمة والتشكيك في وطنيته، لا تؤخذ الأمور على هذا النحو، فكرة التصفية النفسية والمعنوية ضد كل من يخالفنا الرأي لا تبنى مجتمعًا قادرًا على الحوار والنقاش، إن من الممكن مناقشة الأمر ورفضه بالمنطق والحجة دون أن نصفى الرجل ونصفه بالعميل الخائن الذي يبيع دماء جنودنا.

أعرف الدكتور كمال الهلباوي والتقيته مرات واستضفناه في صالون "فيتو"، عندما كان يخوض حربًا ضد فاشية الإخوان، وأعرف أن له تجربة مهمة في الغرب، وأعلم أن احتكاكه بثقافة أخرى ومجتمعات أخرى قد غيرت من قناعاته، من أجل كل ما سبق أرفض المصالحة وأحترم الرجل.