رئيس التحرير
عصام كامل

فيها حاجة حلوة.. مثلث ماسبيرو


يُحسب للحكومة الحالية وللرئيس السيسي الجرأة في اقتحام المشكلات بحلول جذرية وعدم اللجوء إلى المسكنات كما كان يفعل السابقون، فمن مكتبي في مبنى ماسبيرو العريق كنت أشاهد أفقر منطقة وأغناها في مصر، أفقر من حيث المباني التي هي عبارة عن عشش ومنازل متلاصقة بعضها يُستخدم حظائر للحيوانات والدواجن، وأغنى من حيث موقعها الجغرافي الفريد على نيل القاهرة، فكنت أتساءل لماذا لا تُطوَّر هذه المنطقة؟


أليس من حق سكانها الاستمتاع بحياة أفضل؟ كيف يراهم الأجانب سواء من شرفات مبنى وزارة الخارجية الفخم أو فندق هيلتون رمسيس؟ وكيف أهملت حكومات مصر المتعاقبة هذه المنطقة؟

إلى أن قررت الحكومة الحالية تطوير المنطقة وحل المشكلة من جذورها نتفق أو نختلف مع القرار ولكن يجب أن نحترمه لأنه كان الأصوب، وأتمنى أن يكون هذا هو نهج الحكومة في مشاكلنا المزمنة، أنا شخصيًّا كنت أرى أن أي إنفاق على تطوير العشوائيات هو إهدار للمال العام؛ لأن الحل هو إزالتها بالكامل ثم بنائها من جديد لأنها كنز ومعظمها يقع في مناطق متميزة وتفتقد التخطيط السليم وعدم الاستفادة منها.

أيام قليلة ويسدل الستار على أهم منطقة عشوائية بالقاهرة بعد نجاح المحافظة وصندوق تطوير العشوائيات بوزارة الإسكان في إخلاء مثلث ماسبيرو بمنطقة بولاق أبو العلا وهدمه ضمن تطوير المناطق العشوائية، التي تحتل موقعًا متميزًا بوسط المدينة بين مبنى الإذاعة والتليفزيون وفندق هيلتون رمسيس بكورنيش النيل ووزارة الخارجية والقنصلية الإيطالية بشارع 26 يوليو، التي تبلغ مساحتها 73 فدانًا وكانت تقطنها 4542 أسرة وتضم 790 محلاً تجاريًّا و78 ورشة.

الحكومات المتعاقبة منذ أكثر من 50 عامًا كانت تحاول وتفشل في إخلاء المنطقة من أجل تحويلها إلى منطقة عمرانية متميزة تضم منطقة خدمات ومشروعات سياحية وتجارية وسكنية وترفيهية فارهة تتماشى مع طبيعة المنطقة وموقعها المتفرد.

ولكن الحكومة الحالية أخذت الأمر بجدية تامة وبدعم من القيادة السياسية خلال السنوات الثلاث الماضية ليقترب الحلم من تحقيقه ويبدأ المشروع المهم ليساعد في إعادة العاصمة لرونقها وجمالها الساحر، وبعد جهود مضنية مع أهالي المنطقة لإخلائها والقبول بالتعويضات التي أتمنى أن تكون عادلة.

حتى تشجع غيرهم من المناطق العشوائية الأخرى المطلوب تطويرها على سرعة الاستجابة والتعاون مع الحكومة.. تطوير العشوائيات من الملفات المهمة التي تحققت فيها إنجازات كبيرة خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسي والدولة أنفقت عليها مليارات الجنيهات وسكان هذه المناطق كانوا دائمًا في طي النسيان ومن حقهم الاستمتاع بجودة الحياة والخروج إلى أرض الله الواسعة.

مما ينعكس أيضًا على وضعهم الاجتماعي، والتعليمي، والثقافي، أتمنى أيضًا أن يشمل التطوير نقل المقابر خارج العاصمة حيث تحتل مساحات كبيرة ومتميزة يمكن استغلالها في مشروعات سياحية وترفيهية وتحيا مصر بالأفكار الجريئة من خارج الصندوق.

egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية