رئيس التحرير
عصام كامل

قصيدة من أهل مصر للمحتسب يشكون فيها ارتفاع أسعار الكنافة

صورة أرشبفبة
صورة أرشبفبة

اشتهر قدوم شهر رمضان بالحلويات الرمضانية في مصر وبلاد الشام، فكانت الكنافة زينة موائد الملوك والأمراء في الشهر الفضيل.


وكما نشرت مجلة "اليمامة السعودية" عام 1990:

«أطلق عليها اسم الكنافة في عصر الدولة الفاطمية، وأصل الكلمة عربي أصيل، أخذ من كلمة "كنف الله"، أي حصنه ورحمته.

وبدأت الكنافة طعامًا للخلفاء، وتشير الروايات إلى أن أول من قدم له الكنافة هو معاوية بن أبي سفيان، زمن ولايته للشام بوصفه طعامًا للسحور، لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به، وقيل إنها صُنعت خصيصًا له، حتى أطلق عليها كنافة معاوية.

وفي العهد الفاطمي اتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التي اشتهروا بها، حتى إنه كانت لا تخلو منها مائدة في رمضان، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بشهر رمضان في عصور الدول الأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، والدولة الحديثة حتى عصرنا هذا.

وتبدع كل دولة في صنع الكنافة وحشوها، فأهل الشام يحشونها بالقشطة، وأهل مكة المكرمة يحشونها جبنًا دون ملح، كما برع أهل نابلس في كنافة الجبن وعُرفت بالكنافة الأندلسية، وهناك الحشو باللوز والفستق والجوز، وتسقى بعسل النحل والسكر المعقود مضاف إليه ماء الورد.

كما برعت بلاد الشام بأنواع الكنافة، فمنها المبرومة، والبللورية، والمغشوشة، والعشملية، والمفروكة.

أما القطايف، فقيل إنها عرفت في أواخر العصر الأموي، وهي عبارة عن فطيرة محشوة بالمكسرات.

ومن أطرف ما يروى أن المصريين يقبلون على الحلوى بكثرة في الأسبوع الأول من رمضان، وحدث أن ارتفعت أثمان الكنافة والقطايف ارتفاعًا كبيرًا عام 917 هـ، فتقدم أهل مصر بشكوى إلى المحتسب، وقدموا شكواهم على شكل قصيدة قالوا فيها:

لــــقد جـــاء بـالــــبــــركات فضل زماننا .. بأنواع حلوى شذاها يتضوع 
فــــلا عيــب فــــــيــــــــهــــــــا غــيـــــر أن مـــحـــبـــها .. يبدد فيها ماله ويضيع 
وقد صرت في وصف القطائف هائمًا .. تراني لأبواب الكنافة أقرع 
فـــيـــــا قـــــاضــــــيًـــــا رخــــــــص لـــــنــــا الــكـــنـــــافـــــــة .. نـــــــطـــــب ونــــــرتــــــــــع».
الجريدة الرسمية