رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يحيى حقي يكتب: موسم فتح القلوب المغلقة

يحيى حقي
يحيى حقي

اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار والسحور هي أبرز سمات رمضان، فما لا يحدث طول العام يحدث في شهر رمضان من حيث لمة العيلة وصلة الرحم والود والرحمة والتواصل.


وكما ذكر الأديب يحيى حقي في كتابه "من فيض الكريم"، يقول:

«إن الشهر الفصيل فرصة للتواصل الاجتماعي الفعال بالود والرحمة مع من حولنا، وفرصة أيضا لفتح القلوب المغلقة.

رمضان كريم.. أحب رمضان لأنه إلى جانب فضائله فهو الذي سينفرد بانتزاع الأسرة من التشتيت، ويلم في البيت شملها على مائدة الإفطار.

يبدأ الاحتفال في رمضان بليلة الرؤية، في وقت لم يكن هناك فيه إذاعة أو تليفزيون إلى جانبنا.

لم يكن هناك مذياع يجلب للناس أخبار الرؤية في منازلهم وهم معزولون عن الآخرين، متقوقعين على أنفسهم، بل كانت جموع الصبية قبل الكبار تتجمع خارج باب المحكمة الشرعية في سراي رياض باشا، حيث يجلس القاضي ينتظر وفود الرسول الذين خرجوا إلى مختلف المراصد والأماكن لرصد قطعة صغيرة من النور في السماء، ما هو أرشق منها ولا أجمل.

وما إن تثبت الرؤية حتى تدار أكواب العصير على الحاضرين وسط هتاف الصبية (صيام.. صيام.. بذا حكم قاضي الإسلام)، وهلال ليلة الرؤية ليس كبقية الأهلة، يظهر خطفا،لا ليضئ، بل ليومئ ثم يغيب ليجد نفسه يقول تباركت يا شهر الصيام، ما أقوى سحرك، وما أقوى حزبك.

ما أجمل القاهرة في تلك الليلة، المآذن زينة وفرح وابتهال يشرف عليها من مسجد القلعة نحيفتين ومتوجتين بالنور.

بعد الرؤية هناك السحور والسعي لتصويره، ثم انتظار ميعاد الإمساك وطبلة المسحراتي "اصحى يا نايم وحد الدايم"، هناك العطف على الجائع الفقير بانتشار موائد الرحمن بما فيها من تكافل وتعاطف وإحساس بألم الغير.

وتجي الزكاة، تلك الفريضة التي فرضها الله تعالى مكملة للصيام، ثم الجائزة الكبرى التي يمنحها تعالى مكافأة للصيام».
Advertisements
الجريدة الرسمية