رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صلاحية النقد المصري


العملة هي أساس التداول بين الناس بيعًا وشراء، وهى البديل للمقايضة التي كانت في الماضي، حين لم يكن هناك عمله تعبر عن هوية الوطن وتستخدم بوصفها قيمة محفوظة لحين استخدامها مرة أخرى.


لا شك أن شكل العملة وطبيعتها ومستوى حفاظ المواطن على عملة بلده يعكس صورة البلد لديه، بالحفاظ على العملة في التعامل بين الناس ومنع الكتابة عليها أو تعرضها للإهمال مما ينتج عنه قطع أجزاء منها أو اهتراء العملات الورقية منها.

لم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل تطور إلى مخاطبات تُدوَّن على العملة وأختام تدعو إلى الدعاء على آخرين أو قصائد حب لآخرين بصورة لا تليق، ولا شك أن العملة تُتَدول بين الناس يوميًّا بهذه الصورة، وأنه من المطلوب أن يكون هناك قانون لتجريم تخريب العملة؛ لأن ذلك لا يقتصر على صورة الدولة فقط سواء داخليًّا أم خارجيًّا إنما تكلفة زائدة حين تقوم الدولة بإعادة طباعة الأموال وتوزيعها مرة أخرى، ومن ثم تكلفة على الموازنة العملة للدولة.

من نحو ٢٠ عامًا مضت قابلت أحد السياح الأجانب يمسك كيسًا بلاستيكيًّا شفافًا به بعض فئات عملتنا المصرية، حيث طلب مني تغيير كل ما تبقى لديه إلى عملة بلده أثناء عملي، وتبقى عملات من الخمسة جنيه والجنيه والربع جنيه لم نستطع تغييرهم وقلت له فلتحتفظ بهم للذكرى، وأفاجأ به يرفض ويقول، إنه قد وضع العملات في كيس من البلاستيك حتى لا يلمسها بيديه، لأنها مصدر لنقل الأمراض بصورتها الرطبة المهترئة هذه، وأنه يفضّل أن يتركها ويسافر متنازلاً عن قيمتها ولا يحملها إلى بلده.

لم أستطع الرد لأنني لم أتعود أن أجادل في صورة واضحة لا يختلف عليها اثنان إذ إننا أهملنا في عملتنا الوطنية إلى الدرجة التي لا يمكن لأحد أن يتكلم عن صورة مختلفة عن الواقع، وكنت أتمنى أن أرى صورة أفضل لمعاملات البعض في تعاملهم مع عملتنا الوطنية مما دفع الآخرين لتكوين انطباع لا يليق بِنَا من الأساس.

حينما نحترم عملتنا سنحترم أنفسنا أولاً، وسيحترمنا الآخرون ثانيًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية