رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية فتى ترامب المدلل.. مايكل كوهين.. بدأ حياته بالمحاماة.. تقرب من «ترامب» وتستر على الفضائح الجنسية للرئيس الأمريكي.. ومعلومات أولية تؤكد تورطه في أزمة الانتخابات

مايكل كوهين
مايكل كوهين

بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية مؤخرا تحقيقات موسعة مع مايكل كوهين، محامى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، واقتحم محققون مكتب كوهين في برج ترامب، وقاموا بتفتيش غرفته في الفندق، في إجراء يعد قصاصًا عادلًا من هذا الرجل الذي اعتاد التهديدات الصارخة والاستغلال القانونى الخسيس، مستغلًا ثغرات القانون التجاري في خدمة ترامب.


عرف عن كوهين أنه كاتم الأسرار والصندوق الأسود لكل معاملات ترامب، فضائحه ولياليه الحمراء وعلاقاته السرية بالخارج، وصفه شقيقه الأكبر براين كوهين بأنه الشخصية المثلى لخدمة ترامب.

فضائح ترامب
اتهم كوهين مؤخرا بعدة قضايا، بدأت تكشف عن فضائح ترامب، خصوصا أنه كان سرا محيرا للجميع، ومنها ملف التدخل الروسى بالانتخابات، والذي بدأ التحقيق فيه في يناير 2017، وقيل إنه التقى مسئولين روس عام 2016، ودفع لهم مقابل اختراق إيميل اللجنة الوطنية الديمقراطية، واستخدامها ضد المنافسة الرئاسية السابقة هيلارى كلينتون.

وذكرت تقارير أنه في الفترة من 23 أغسطس حتى 29 من الشهر ذاته، وصل روسيا واجتمع مع مسئولين بها، ورغم أنه لم ترد أي أدلة تثبت استخدامه الطائرة، فإن مجلات أمريكية قالت: إنه سافر بسيارته الخاصة أو بالقطار وهو ما أكده المحقق المختص بملف التدخل الروسى روبرت مولر، وفقا لمصادر خاصة أكدت تلك الزيارة السرية.

رفع العقوبات ضد روسيا
وفى نهاية يناير 2017، التقى كوهين المعارضين الأوكرانيين لندرى أرتيمينكو وفليكس ساتر بمانهاتن، وناقش معهما خطة لرفع العقوبات ضد روسيا، والتي تضمنت انسحاب روسيا من شرق أوكرانيا، وإجراء استفتاء حول استئجار روسيا لجزيرة الكرم لمدة 50 أو 100 عام، كما اتهمته الممثلة الإباحية ستورمى دانيال بأنه دفع لها 130 ألف دولار، مقابل الصمت عن التحدث عن علاقتها بترامب.

حياة كوهين لم تكن بعيدة عن التلاعب والفضائح، فقد تعود عليها، حيث ولد كوهين في أغسطس عام 1966 بمدينة لورينس بنيويورك، لأسرة تعمل بالطب والتجارة، والده كان جراحا، وخدم بالهولوكوست بينما والدته كانت ممرضة، حصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية عام 1988، ودرس الحقوق وحصل على الدكتوراه من مدرسة توماس م. كولونى للقانون عام 1991، وهى مؤسسة مستقلة أصبحت بعد ذلك كلية الحقوق بجامعك ويسترن ميشيجان.

درس كوهين المحاماة إرضاء لرغبة جدته التي هددته بحرمانه من الثروة إن لم يفعل، عرف عنه حياة الترف والغنى، وخلال دراسته الجامعية كان لديه سيارتان من نوع بورش وبلنتي، وبدأ في تلك الفترة التجارة باكرا حيث افتتح كازينو، لمساعدة أسرته في تجارة الخمور ولكنه فشل، ويدين كوهين بالديانة اليهودية، وتزوج من الأوكرانية لورا كوهين، وأنجبا ابنة تدعى سمانثا، قبل الالتحاق بمؤسسة ترامب.

بدأ “كوهين” حياته بالمحاماة، إلا أنه أضاف إليها الشراكة التجارية، ليصبح رجل أعمال ومحاميا بالوقت ذاته، وسريعا ما استطاع كوهين تحقيق ثروة، وأصبح شريكا لكبار رجال الأعمال بنيويورك.

المحاماة
بدأ ممارسة مهنة المحاماة عام 1992، وتخصص في قانون الإصابات الشخصية، وفى عام 2003، كان الرئيس التنفيذى لعدة شركات وهى «إم إل إيه كروزيز« و«آى إن سي» و«أتلانتك كازينو»، كما أصبح شريكا تجاريا في شركة تعمل بمحال التاكسيات تدعى «تامسى كورب»، مع رجل أعمال يدعى ساينون جاربر، وفى عام 2017 أصبح يملك على الأقل 34 تاكسى من 17 شركة، بنيويورك و12 بشيكاغو، وفى أبريل من العام الماضى اتهم هو وزوجته بالتهرب الضريبي، وطالبته مصلحة الضرائب بـ37.434 ألف دولار على التاكسيات التي يملكها.

وبالعودة للمحاماة، ففى عام 2006، عمل لدى شركة المحاماة “يليبز نايزر”، وخلال عمله بها وطد علاقته بمؤسسة ترامب، وأصبح مصدر ثقة لرجل الأعمال وقتها والرئيس الحالى لأمريكا دونالد ترامب، وبعد عمله بها بعام، التحق بالمؤسسة الضخمة، وبات مقربا من ترامب، وحصل على مكتب بالقرب من برج ترامب، وخاض معه أول معركة للسيطرة على المجلس الذي يديره عدة شركاء في برج ترامب العالمي، بعد بنائه بفترة قصيرة، ونجح في ذلك، بإقناع والدى ترامب وأقربائه بشراء شقق بالبرج الجديد مقابل التنازل عن إدارته.

وفي رسالة شخصية وجهت له من صحفية بـ"نيويورك تايمز"، قال: إن حياته تغيرت بشكل كبير بعد أن بات محامى ترامب الشخصي، قائلا: “جاء هذا التغيير بالعديد من الإيجابيات والسلبيات”، وبالفعل كان عمله مع ترامب بداية دخوله حياة المليارديرات، فبعد أن فاز في قضية ملاك البرج، انتقل فورا لشقة فاخرة بشارع ترامب بارك، وفى عام 2011، دخل كوهين لعالم جديد إلى جانب أعماله، وشارك في مشاريع عقارية ضخمة، تضمنت شراء أربع شقق سكنية بـ11 مليون دولار، وتم بيعها عام 2014 بـ32 مليون دولار، وفى 2015، اشترى مبنى سكنيا بـ58 مليون دولار، كما يمتلك العديد من الشقق داخل أبراج ترامب، ولديه برج صغير بنيويورك، وبالنسبة للسياسة فلم تمر مرور الكرام على كوهين، وعمل بالحملة الرئاسية للديمقراطى ومحافظ مدينة ماساتشوستس مايكل دوكاكيس عام 1988، وصوت لصالح الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، عام 2008، ولكنه انقلب عليه فيما بعد، وفى 2003، ترشح كجمهوري لمجلس مدينة نيويورك لكنه لم ينجح، ولكنه انضم له عام 2010 كديموقراطي، وتحول للحزب الجمهوري في مارس 2017.

أما بالنسبة لترامب الذي كان الرئيس التنفيذي لمؤسسته، فعرف كوهين بكاتم أسراره، وفي عام 2012، عندما ترشح الملياردير الثرى لرئاسة الحزب الجمهوري، أسس موقعا بعنوان “على ترامب أن يمضي” ليوثق دخول ترامب للسباق الرئاسي، كما دافع عن تهم قدمت ضد ترامب اتهمته بمعاداة السامية، وعلى خطى سيده، كان معاديا شرسا للإعلام، وهاجم بشدة القنوات والصحف التي تطرقت لفضائح ترامب وأسرته، وهدد خلال لقاء له على قناة “إيه بى سي” نيوز الأمريكية قائلا: “سأمسك بخناق من يتعدى على ترامب ولن أتركه حتى انتهى منه”. كما تستر على فضائح الرئيس الأمريكى الجنسية واتهاماته بالاعتداء الجنسي.

قال عنه العشرات ممن تعاملوا معه على مدى سنوات، أنه كان يحمل مسدسا مرخصا، وهدد به أكثر من مرة، كما هدد أشخاصا عديدين باستغلال معلومات عرفها عنهم ضدهم أو برفع قضايا ضدهم.

سيناريوهات عدة تحدد مصير كوهين، طرح بعضها هو نفسه حين أكد أنه سيترك وظيفة محامى ترامب درءا للشبهات، إلا أن وسائل الإعلام أكدت أن الرئيس الأمريكى سيعينه في وظيفة أكبر، الأحداث تحمل المزيد عن مصير كوهين، الذي يرى كثيرون أن نهاية ترامب السياسية ستكون على يده بعد مداهمة جهاز “إف بى آي” مكتبه الخاص ومصادرة وثائق وصفت بـ”الحساسة”.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية