رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدارس الأحد.. 100 عام في خدمة «أطفال الرب».. بدأت بحركة علمانية منذ قرن.. تعلم مبادئ الإنجيل أهم أهدافها.. حبيب جرجس مؤسسها الأول.. والكنيسة تستعد للاحتفال بالمئوية

فيتو


تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، للاحتفال بمئوية مدارس الأحد، ومرور 100 عام على تأسيسها على يد حبيب جرجس الذي اعترفت به الكنيسة القبطية قديسا، على أن تستمر الاحتفالات طوال العام الجارى في توقيتات متفاوتة.


تفاصيل الاحتفالية
وتحشد الكنيسة الأرثوذكسية أدواتها للاحتفالية التي تتضمن فيلما تسجيليا عن «مدارس الأحد»، وإعداد برنامج لتطويرها يشرف عليه البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مع تنظيم احتفالية مركزية في القاهرة تنظمها لجنة مركزية مختصة، واحتفاليات إقليمية في كل إبراشية، وشكل البابا تواضروس لجنة لتنظيم وإدارة احتفالات «مئوية مدارس الأحد»، برئاسة الأنبا دانيال أسقف المعادي، وأطلقت اللجنة الدعوة للعاملين في الحقل الرعوى لتقديم أوراق بحثية تختص بمدارس الأحد التي بدأت في 1918، واستعدادا للاحتفالية التي يولي البابا اهتماما خاصا بها، نظرا لقربه الشديد من الأطفال كما هو معروف، اجتمع مع لجنة الإعداد للاحتفال بمئوية مدارس الأحد بالإسكندرية، بحضور الأنبا باڤلى الأسقف العام لقطاع المنتزه والمشرف على خدمة الشباب بالإسكندرية، والقمص رويس مرقس وكيل البطريركية والقس أنجيلوس إسحق سكرتير البابا.

البابا تواضروس
واستمع البابا تواضروس من أعضاء اللجنة لشرح فكرة الاحتفال بمرور ١٠٠ عام على بداية مدارس الأحد في الإسكندرية، والتي تشمل توثيق القرن الماضي، وتطوير منظومة مدارس الأحد في الكنيسة، وبارك تواضروس الفكرة وشجع أعضاء اللجنة، ومن المقرر أن تسجل الكنيسة فيلما وثائقيا عن «مدارس الأحد»، يسجل مقدمته البابا تواضروس، على أن يسرد تاريخ نشأة وتطور خدمة التربية الكنسية، ومراحل النهوض والهبوط بها.

من هنا كانت البداية
«مدارس الأحد» هي حركة تعليمية قبطية نشأت في الكنيسة عام 1918 على يد مؤسسها حبيب جرجس، وكان الغرض منها تعليم الأطفال والنشء والفتيان والشباب مبادئ الإنجيل والفضائل الحميدة والأخلاق، وهى منتشرة في كل الكنائس القبطية بمصر وبلاد المهجر، ويخدم بها خدام متطوعون.

نشأت «مدارس الأحد» كحركة علمانية، من غير رجال الدين، لكن مؤسسها حبيب جرجس جعلها برئاسة بابا الكنيسة، ربما لكى يكتب لها الثبات والانتشار، وكان لمدارس الأحد العديد من الأهداف أهمها «تعويد» الطفل منذ طفولته على تقديس يوم الأحد والحضور إلى القداس، وتعليم الأطفال حقائق العقيدة الأرثوذكسية، وتوعيتهم بتاريخ الكنيسة القبطية وتراجم قديسيها وآبائها، وتعويد الأطفال على ممارسة الفضائل والأخلاق المسيحية، وتحذيرهم من الوقوع في الخطايا المنتشرة، وبث الروح القومية في الأطفال، وتعويدهم على خدمة شعبهم وتأصيل حب الوطن والولاء له، والعناية بصحة الأطفال الروحية والنفسية والجسدية.

التطور
بدأت «مدارس الأحد» في سنة 1918، كدرس بعد القداس، ثم تطورت، وبدأت حركة نشرها في الثلاثينيات، وبالتحديد في عام 1935 م، لكن تم تخصيص يوم الجمعة لما عرف فيما بعد بـ«التربية الكنسية»، نظرا لأن يوم الجمعة هو الإجازة الرسمية، لكن ظلت تعرف بـ«مدارس الأحد».

مدارس الأحد عبارة عن فصول مقسمة بالمراحل الدراسية للأطفال بدءا من سن الحضانة والمرحلة الابتدائية، ثم الفتيان في المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية، ثم بعد ذلك يتحول الأمر إلى اجتماعات، وفيها ينتقل الشباب في مرحلة الجامعية وما بعدها إلى اجتماعات مثل «اجتماع الشباب - اجتماع الشابات - اجتماع الأسرة - اجتماع المتزوجين حديثا - والمقبلين على الزواج - اجتماع الرجال - اجتماع السيدات».

يتلقى المشاركون في المراحل الدراسية المختلفة، في كل مرحلة مبادئ التعليم الديني حسب السن، وذلك من خلال مناهج دراسية خاصة لكل مرحلة، ويكون هناك خدام للأولاد، وخادمات للإناث، ويكون هناك خادم كبير مسئول عن كل مرحلة دراسية يطلق عليه «أمين- أمينة الخدمة».

صفات الخدام
وحدد حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد، صفات الخدام، أهمها أن يكون قدوة صالحة لهم، مستندا على أن الدين والأخلاق لا يأخذان بالنصح والإرشاد بل يكتسبان من النماذج الحية، كما يجب أن يتوفر في خادم مدارس الأحد الرغبة الصادقة في خدمة النفوس على أساس روحى سليم، وأن يداوم على تدريب نفسه على السمو في السلوك حتى يكون قدوة، ولا يركز اهتمامه في الخدمة على النظام والإدارة ويهمل الأمور الروحية، وأن يكون مطيعا لأمين الخدمة والأب الكاهن من أجل تطوير الخدمة وتحقيق الفاعلية فيها.

العلاقة بين الخادم وطفل مدارس الأحد لا تقتصر على الكنيسة فقط، بل يشترط على الخادم أن يكثر من الجلوس مع الأطفال في أوقات فراغهم ليدرس شخصيتهم جيدا «مبدأ الخدمة الفردية»، مع إلمامه بخصائص مرحلة النمو في كل مرحلة عمرية مع سماتها السيكولوجية حتى يتعرف على الدوافع والاتجاهات والغرائز، وتشجيع الأطفال على الثقافة والاطلاع واقتناء الكتب والتردد باستمرار على المكتبة، وتشجيع الأطفال على الاشتراك في الأنشطة المدرسي.
«نقلا عن العدد الورقي»

Advertisements
الجريدة الرسمية