رئيس التحرير
عصام كامل

عزة فهمي.. سيدة المجوهرات الأولى.. بدأت من ورش «خان الخليلي» ووصلت إلى العالمية.. منحة بريطانية تغير خريطة حياتها.. والملكة رانيا والمطربة العالمية «ريانا» أشهر زبائنها

عزة فهمى
عزة فهمى

رحلة من النجاح بدأت منذ 47 عامًا في صناعة القطع الفريدة، مرآة تعكس ثقافة وتاريخ وحضارات دولة بأكملها، تمثلت في عقل نسائى حفر اسمه بتصميمات مستوحاة من طبيعة بلدها، تستطيع أن تختار أرقى وأسمى كلمات الشعر، لتُزين أجمل المجوهرات التي لا تُشبه غيرها، إنها عزة فهمى أو “سيدة الجنوب” كما يلقبها عشاق منتجاتها، والتي وصلت إلى العالمية، وجعلت ذوقها يُفرض على كافة المهرجانات العالمية، والاختيار الأول لنجمات الشرق الأوسط والعالم.


بداية القصة
بدأت قصة مصممة المجوهرات العالمية عزة فهمي، عقب شرائها كتابا ألمانيا عن المجوهرات التقليدية في العصور الوسطى في أوروبا، بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس في هندسة الديكور، قررت الالتحاق بكلية الآداب لتحصل على شهادة أخرى من قسم الفنون التطبيقية، ولكنها عدلت رأيها وقررت خوض التدريب في مجال تصميم المجوهرات، حيث عملت في البداية متدربة في مشغل الحاج سيد، أحد الجواهرجية في سوق خان الخليلى القديم بالقاهرة، حيث يقتنص الباعة المشغولات اليدوية والسلع التقليدية.

وتعلمت «عزة» على يد أفضل محترفي هذه الصنعة، وأصبحت المرأة الوحيدة التي تعمل في المشغل، وانتقلت من عملية “برد المعادن” إلى تصميم المجوهرات، وعلى الرغم من دخولها هذا العالم حينها، فإنها احتفظت بوظيفتها رسامة للكتب التي تصدرها الحكومة المصرية، حتى تتمكن من تمويل موهبتها من تصميم وتصنيع المجوهرات، لاحقتها أيام من التطور في مجالها إلى أن منحها المجلس الثقافى البريطانى منحة دراسية تتيح لها فرصة تعلم فن صناعة المجوهرات في جامعة بوليتيكنيك بلندن، وسرعان ما فتحت مشغلها الخاص في أحد أحياء القاهرة النائية، حيث تطور أسلوبها واستخدمت الكلمات العربية والشعر العربى لخلق خطوط مزخرفة منقوشة على الفضة ومطعمة بالذهب لتزيين قطع الحلي.

الاختلاف
لم تُشبه «فهمى» غيرها من صُناع المجوهرات أو الذهب من الرجال، بل تميزت بصناعة منفردة بها لا أحد يستطيع مُنافستها، حتى وإن قلدوها فبداية من استخدامها للون الفضة اللامع الذي يعكس مدى بساطتها وحرفيتها في الصناعة والذوق الرفيع الخاص بها، مرورًا بمزجها معدن الذهب مع الفضة، وتطورها لمزج كليهما مع الألماس، لتُصبح قطع مجوهراتها الأغلى في العالم بمُنافسة شرسة مع ماركات المجوهرات العالمية، ولكن روح الشرق التي حرصت على تقديمها في أغلب قطعها جعلت نجمات العالم العربي والأوروبي يلتفون حولها، وتُصبح محور اختياراتهم الأولى بداية من نجمات الفن الجميل، مرورًا بأشهر الإعلاميات ونجمات هوليوود، وبرز اسمها بشكل دائم على السجادة الحمراء في كافة أنحاء العالم.

مدرسة
الأمر الذي جعلها تبني مدرسة باسمها في بلدها الأم مصر؛ ليتخرج على يديها جيل بأكمله مُطلع على الذوق العالمي، وبالحرفة المصرية المميزة التي لا تُشبه فيها أحدًا، في عام 2006 تعاونت مع المصمم الشهير جوليان ماكدونالد، لتصميم المجوهرات خصيصًا لعرض أزيائه، حيث تتمتع مجوهرات «فهمى» بتصميمات مميزة واستثنائية وبارزة، المشغولات الخاصة بها مُصنعة بدقة كبيرة، هذا إلى جانب استخدامها الأحجار الكريمة الثمينة مثل التورمالين والفيروز وغيرهما.

سر النجاح
“الشغف والتحدي” وحدهما مفتاحي السر لنجاحها والوصول إلى غايتها، الحلم الذي سعت وراءه طويلا حتى نالته، رغم أنها واجهت الكثير من الصعوبات، ولكنها لم تستسلم نهائيًا، وعلى الرغم من أنها أصبحت رمزا من الرموز المصرية التي وصلت إلى العالمية فإنها لم تكتف بوصولها فقط، بل قررت أن تترك بصمة لها حتى بعد مماتها، الأمر الذي جعلها تفتتح أكثر من فرع لها حول العالم لتنشر فكرها وثقافتها وذوقها في كافة أرجاء العالم، اندرج اسمها في العام 2007 على قائمة صاحبات الأعمال الـ25 الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط الصادرة عن “فايننشال تايمز” Financial.

الملكة رانيا
ومن أشهر من يرتدون مجوهرات فهمي الملكة رانيا في الأردن، والمغنية العالمية ريانا، وعارضة الأزياء البريطانية الشهيرة ناعومي كامبل، والإعلامية العالمية ريا أبي راشد، والفنانات هند صبري، يسرا، نيللي كريم، ناهد السباعي، أمينة خليل، آيتن عامر، وغيرهن الكثير.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية